توثيقا لأحداث حراك الريف، انتهت المخرجة الأمريكية كولين كتينكهام من تصوير مشاهد أول فيلم وثائقي يستعرض المراحل التي قطعها "حراك الحسيمة" منذ عام على انطلاقته. وسيعيد الفيلم الوثائقي تركيب ونسج خيوط القصة منذ انطلاق الشرارة الأولى لحراك الريف، مستشهدا بشهادات لأسر قادة الحراك، إلى جانب حوار مطول مع الأنثروبولوجي عبد الله حمودي، "باعتباره الكاتب المثقف والصوت المزعج للسلطة في تناوله لإشكالية الحراك"، يقول منير كجي، الناشط الحقوقي الذي سهر على التنسيق بين الشركة الأمريكية المنتجة وعائلات المعتقلين. وأضاف كجي، في تصريح لهسبريس، أنّ فكرة الفيلم تعود إلى المخرجة الأمريكية كولين كتينكهام، التي تتردد كثيرا على المغرب، وتتحدث العربية الفصحى بطلاقة، وساعدها في هذا العمل الصحافي الأمريكي أليكس ليدرمان، مبرزا أنّ "الفيلم يضم شهادات لوالد ناصر الزفزاني، ووالدة المعتقل محمد جلول، وأسرة أحمد أحمجيق؛ وآخرين". وأبرز المتحدث نفسه، ضمن تصريح لهسبريس، أن هذا الفيلم الوثائقي "سيستقي لأول مرة شهادات أسر المعتقلين، وسيعرف بمعاناة تنقلهم من الحسيمة إلى الدارالبيضاء لمتابعة أطوار محاكمة أبنائهم وأفراد عائلاتهم، في ظل غياب أي عمل توثيقي لحراك الريف، باستثناء بعض الأخبار والقصاصات التي سيتم إدراج بعضها في الفيلم". واستعانت مخرجة الفيلم بالمادة الأرشيفية، التي تتكون من مشاهد اقتنصتها عدسات كاميرات القنوات التلفزية، أو بعض النشطاء الذين وثّقوا لتلك اللحظات، بينما كشف الناشط منير كجي أن أحداث الفيلم الوثائقي تمّ تصويرها بين مدن مغربية عدة؛ أبرزها طنجةوالرباطوالدارالبيضاء. وعن ترخيص السلطات بتصوير هذه المنتوج المهتم ب"حراك الريف" اورد كجي: "لسنا في بلد ديمقراطي يسمح بتصوير مثل هذا. نظرا لحساسية الموضوع تم تصوير الفيلم دون إخبار السلطات، وإلا لن يتمكن طاقم الفيلم من ذلك، والدليل على ذلك عدد الصحافيين الأجانب الذين تم طردهم وترحيلهم إلى بلدانهم أثناء الحراك"، بتعبيره. وكشف المتحدث ذاته أن الفيلم من المرتقب أن يكون جاهزا للعرض خلال الأسابيع الثلاثة القادمة على قناة ""الجزيرة بالإنجليزية وقنوات أوروبية وأخرى أمريكية، مشيرا إلى أن "الطاقم لم يحسم بعد عنوان الوثائقي الريفي"، وفق تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية.