آلت جائزة الأركانة العالميّة للشعر للعام 2017، في دورتها الثانية عشرة، إلى شاعر الطوارق محمدين خواد، "الذي حرصت قصيدته، منذ أربعة عقود، على تحصين المعرفة التي منها تغتذي، وعلى تمكين المُقاومة بالكلمة من تشعّباتها، وعلى جَعل الترحال مكاناً شعريّاً وفكريّاً لإنتاج المعنى وتجديد الرؤية إلى الذات وإلى العالم"، وفق ما أورده بيت الشعر بالمغرب في بلاغ له. وقد تقرر فور شاعر الطوارق عقب اجتماع لجنة تحكيم جائزة الأركانة العالميّة للشعر، التي يَمنحُها بيت الشعر في المغرب، بشراكة مع مُؤسّسة الرعاية لصندوق الإيداع والتدبير وبتعاون مع وزارة الثقافة والاتصال. البلاغ، الذي توصلت به جريدة هسبريس الالكترونية، أورد أن التجربة الشعريّة لمحمدين خواد لا تنفصلُ عن تجربة الترحّل والتيه، "على نحو جعل كتابته مشدودة إلى الأقاصي، وإلى شسوع فضاء الصحراء، الذي تحوّلَ في مُمارَسته النصية إلى شسوع معنى". كتابات الشاعر محمدين خواد "توغّلت بعيداً في تأمّل الفضاء، لا اعتماداً على التجريد، بل استناداً إلى تجربة ملموسة، فيها تلقى خواد، مُنذ تربيته الأولى، أبجدية الترحّل، ومنها خبرَ كيفية الانتساب إلى فضاء الصحراء. وهو ما جعلَ الأمداء والآفاق والأقاصي جزءاً من تجربة وجوديّة مُمتدّة في الزمن، قبل أن تشهدَ امتداداتها وتفرّعاتها في البناء الشعريّ والدلاليّ لمُمارسة الشاعر النصيّة. وهي الامتدادات التي انطوَت على رفض لافت للفضاء الواحد، وهيّأت كتابة خواد للاشتغال ضدّ النّسق"، يقول بيت الشعر. يُشار إلى أن لجنة التحكيم لهذه السنة ترأسها عيسى مخلوف، الشاعر اللبناني المقيم في باريس، وضمت في عضويتها كلا من الناقدة سناء غواتي والناقدين عبد الرحمن طنكول وخالد بلقاسم والشعراء نجيب خداري ومراد القادري وعبد السلام المساوي ومنير سرحاني وحسن نجمي أمين عام جائزة الأركانة العالمية للشعر. كما تجدرُ الإشارة إلى أنّ الشّاعر الفائز مُحمدين خواد من مواليد سنة 1950 في منطقة إير ( النيجر) ويعيش حاليا بفرنسا، التي نشر بها عددا من القصائد والملاحم والأعمال الأدبية، التي حظيت جُلّها بالترجمة إلى الكثير من اللغات؛ ومن ضمنها اللغة العربية التي ظهرت فيها "وصية البدوي" (Testament nomade) التي قام بترجمتها الشاعر العربي الكبير أدونيس.