منذ الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة، الذي صادف هذه السنة الاحتفال بعيد المولد النبوي الشريف، توافد على منطقة مداغ المئات من مريدي الزاوية القادرية البودشيشية. حجيج من كل حدب وصوب، نساء ورجالا، كبارا وصغارا، توافدوا منذ الصباح على هذه القرية المتاخمة لمدينة بركان بالجهة الشرقية، في ليلة الاحتفال بمولد النبي، التي تنظمها سنويا الزاوية القادرية البودشيشية. وتوافدت على المنطقة عشرات الحافلات، التي تقل المريدين، إلى جانب مئات السيارات الخاصة، حتى تم احتلال المكان القريب من المسجد، الذي سيحتضن، الليلة، احتفالات "المريدين والشيخ" بمولد النبي صلى الله عليه وسلم. وعرفت الزاوية، خلال هذا اليوم، حضور عدد من الوجوه المعروفة، التي توافدت من مختلف المدن المغربية وعدد من الدول العربية والإفريقية والآسيوية والأوروبية وكذا أمريكا. كلهم يطلبون مشاهدة الشيخ "سيدي جمال"، كما يحبون مناداته و"التبرك" به. وقد دفع هذا العدد الكبير، الذي حضر إلى مداغ، إلى تكثيف السلطات بعمالة بركان مصالحها، والزيادة في عدد رجال الدرك الملكي والقوات المساعدة، من أجل السهر على تنظيم هذه الاحتفالات. كما عمل المنظمون على توفير عدد كبير من المريدين لتنظيم "الفقرا" القادمين من مختلف البقاع، ناهيك عن شروعهم في اتخاذ تدابير احترازية وتنظيمية بالمسجد الذي سيحتضن طقوس الليلة. وتعالت داخل القاعة الكبرى، التي احتضنت طوال هذه الأيام مجموعة من الندوات الفكرية، الزغاريد والأمداح النبوية، في انتظار بدء الاحتفالات هذه الليلة. وينتظر المريدون بفارغ الصبر هذه الليلة، التي تعد الأولى من نوعها بعد وفاة شيخهم حمزة بلعباس، وخلافته من طرف ابنه جمال الدين. هذا، وكانت الزاوية البودشيشية قد عرفت، منذ يوم الثلاثاء، توافد مريديها لحضور الملتقى العالمي ال12 للتصوف، الذي عرف تنظيم مجموعة من الندوات حول الديبلوماسية الروحية، ودورها في ترسيخ السلم والأمن بالعالم، بمشاركة مجموعة من الأساتذة والشيوخ من دول عدة.