اعتبر الباحث في الجامعة الإسلامية في النيجر يوسف مونكيلة أن المغرب يمكنه المراهنة على الزاوية القادرية البودشيشية في الأمور السياسية، وخاصة ما يتعلق بقضية الصحراء. وأوضح الباحث النيجيري، في تصريح لجريدة هسبريس، على هامش الملتقى العالمي 12 للتصوف المنعقد بجماعة مداغ ضواحي مدينة بركان، أن "المملكة المغربية بواسطة الزاوية القادرية البودشيشية يمكنها أن تحقق أغراضا سياسية وكبيرة إن مرت عن طريقها"، مبررا ذلك بكون هذه الزاوية "لها علاقات كبيرة في غرب إفريقيا"، وزاد: "الشيوخ هناك إن تحدثوا فإن السلطة تنفذ ما يريدونه". وشدد الباحث في معهد الأبحاث والعلوم الإسلامية في النيجر، ضمن تصريحه، على أن "أمام المغرب فرصة كبيرة، فإن استعان بها فسيكون قادرا على تحقيق أهدافه، لأن الشيوخ يمتلكون نفوذا وقوة وتأثيرا في دول غرب إفريقيا"، وفق تعبيره. وأكد يوسف مونكيلة، أستاذ الأدب المشارك بالجامعة الإسلامية بالنيجر، أن الزوايا بغرب إفريقيا، خاصة الزاوية القادرية البودشيشية، تتحكم في الشؤون السياسية؛ ذلك أن أغلب الوزراء الذين يحكمون هذه الدول صوفيون. وأردف الباحث ذاته: "زعماء الأحزاب السياسية مضطرون إلى الالتزام بالزوايا ويحضرون حلقات الذكر وأخذ الآراء من الشيوخ؛ بعضهم فقراء (مريدون) وآخرون شيوخ أو أصدقاء شيوخ"، وزاد: "لا يمكن لرئيس في غرب إفريقيا أن يفوز إن لم يكن مدعوما من شيخ أو ينتمي إلى زاوية، خاصة القادرية البودشيشية المنتشرة في نيجيريا أو في ماليوالنيجرغينيا والكونغو وغيرها". ولفت المتحدث نفسه إلى أن الزوايا، وخاصة التي يقودها الشيخ جمال الدين القادري البودشيشي، في السنوات الأخيرة، أصبحت تلعب دورا مهما على جميع الأصعدة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ودينيا. ويمكن حسب الباحث المنحدر من النيجر أن تعمل المملكة على استغلال القوة الاقتصادية للزاوية في غرب إفريقيا، خاصة أنها "أنجزت أمورا مهمة، وأغلب الأغنياء متصوفة، ويملكون وكالات أسفار وشركات صناعية وغيرها". من جهة أخرى، أوضح الباحث أن الطريقتين القادرية والتيجانية ساهمتا في نشر الإسلام بطرق سلمية، خاصة في البلدان التي كان عدد المسيحيين فيها كبيرا جدا، مثل البينين وكوت ديفوار، مشيرا إلى أن "هذه الطرق أصبحت نشطة بهذه الدول أكثر من غيرها، حيث كانت تعلم الناس تحت الأشجار، لكنها طورت نفسها وشيدت معاهد ومدارس للرجال والنساء، تخرج منها أساتذة كثر، وبالتالي تخلت عن وسائلها التقليدية". وتابع المتحدث نفسه بأن الزوايا على الصعيد الاجتماعي تعمل على تقريب المريدين بتنظيم لقاءات وندوات والاحتفال بمولد النبي، إذ يجتمعون أكثر من مرة في السنة، وتربطهم علاقات متينة.