شيع الآلاف من مريدي الطريقة القادرية البودشيشية (أكبر طريقة صوفية بالمغرب) جثمان شيخ الطريقة الراحل "حمزة بن العباس البودشيشي"، في قرية مداغ، شرقي المغرب، بحضور مستشارين للعاهل المغربي ووزراء ومسؤولين. وحسب مراسل "الأناضول"، أقيمت صلاة الجنازة على جثمان البودشيشي عقب صلاة العصر في مسجد الزاوية القادرية البودشيشية بمداغ، ودفن جثمان الراحل بمقر الزاوية. وتوفي شيخ الطريقة البودشيشية في الساعات الأولى من صباح أمس الأربعاء، في مستشفى محمد السادس، أكبر مستشفى حكومي بمدينة وجدة (شرق)، عن عمر يناهز 95 سنة. وحضر جنازة الشيخ حمزة البودشيشي، مستشارو العاهل المغربي، فؤاد عالي الهمة، وعمر عزيمان، وياسر الزناكي، ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق، ووزير الداخلية محمد حصاد، وعدد من المسؤولين المغاربة الكبار. كما شيع الراحل الآلاف من مريدي الطريقة القاديرية البودشيشية، الذين توافدوا لتوديع جثمان شيخهم الراحل من مناطق مختلفة من المغرب ودول عربية وغربية. وسيخلف الشيخ الراحل ابنه جمال الدين البودشيشي على رأس الطريقة. وفي رسالة تعزية بعث بها العاهل المغربي إلى أسرة الراحل وتلاها وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، قال الملك محمد السادس إن الشيخ حمزة "كان شيخا قائما على سنن الطريقة الروحية الصوفية السنية ممن تواصل بهم في هذه المملكة سند التربية على توحيد الله بالحال والمقال، واستفاد من صحبته وإرشاده القاصدون الطالبون لهذا المنبع الصافي سواء في داخل المغرب أو خارجه". وأضاف أن الراحل "كرس حياته، رحمه الله، لخدمة الإسلام، ونشر تعاليمه السمحة، في تشبث راسخ بالمقدسات الوطنية والثوابت الروحية للأمة المغربية". وفي تصريح للأناضول، قال منير القاديري بودشيش، حفيد الشيخ حمزة، والناطق باسم الزاوية، إن "الشيخ الفقيد ربى المريدين والأجيال على محبة الوطن والملك وخدمة الصالح العام والبلاد والعباد، وعلى إسلام الوسطية والإعتدال وعدم إقصاء الآخر". وأضاف أن "الطريقة البودشيشية ستستمر في خدمة القيم الإنسانية والصالح العام وإصلاح الفرد من أجل إصلاح المجتمع، ونشر القيم الإسلامية في عالم يتميز بالفتن وبصورة مشوهة للإسلام». ويُعرف عن الزاوية القادرية البودشيشية ابتعادها عن السياسة، لكن في العام 2011 نظمت مسيرة بالدار البيضاء شارك فيها الآلاف دعما لمشروع الدستور الجديد، ودعت كل أتباعها إلى التصويت بكثافة في الاستفتاء على هذا الدستور. كما أن عددا من المسؤولين الكبار في الدولة لا يخفون انتسابهم للطريقة بينهم وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية الحالي، أحمد التوفيق. وتقول الزاوية إنها تلتزم ب"التصوف السني". وولد الشيخ حمزة بن العباس البودشيشي في 1922، وتولى مشيخة الزاوية خلفا لأبيه عباس البودشيشي عام 1972، وبقى على رأس الزاوية، التي يوجد مقرها في "مداغ" إلى أن وافته المنية، أمس الأربعاء.