التونسيون لهم طريقتهم في الاحتفاء بالمولد النبوي الشريف ولكن هذا العام، على غير العادة، سيضطرون إلى التخلي عن أشهر عاداتهم في طبخ حبات الصنوبر الحلبي بسبب الغلاء. وتبرز ثمرة الصنوبر الحلبي، وهي أشجار برية منتشرة في غابات تونس، كآخر ضحايا موجة الغلاء والاحتكار التي تضرب البلاد منذ أشهر، وشملت بجانب ذلك الكثير من منتجات والغلال. ويتوقع أن تؤثر موجة الغلاء هذه على أحد أشهر العادات الغذائية المقترنة بذكرى المولد النبوي التي تتصدر الاحتفالات في بيوت الكثير من التونسيين. وعلى غير العادة، تقلصت الحركة التجارية بشكل كبير أمام محلات الفواكه وتجار حبات الصنوبر الحلبي، التي تسمى ب"الزقوقو" في الكثير من المدن التونسية، وهي مادة أساسية تستخدم لطبخ عصيدة. وشهد سعر كيلوغرام من "الزقوقو" هذا العام ارتفاعا بنحو ثلاثة أضعاف عن ثمن العام الماضي، ليبلغ قرابة 35 دينارا (حوالي 14 دولارا) قبل انخفاضه قليلا خلال الأيام الأخيرة. وأرجع وزير التجارة عمر الباهي ارتفاع أسعار الصنوبر الحلبي إلى انخفاض كميات المنتج المتوفرة في السوق بسبب الحرائق التي اجتاحت مساحات واسعة من غابات الشمال الغربي في الصيف الماضي، وهي من بين الجهات الرئيسية المنتجة لهذه المادة. ولا تقف متاعب التونسيين عند السعر المرتفع ل"الزقوقو" فحسب، فأسعار الفواكه والحلويات التي تستخدم كجزء أساسي للزينة فوق عصيدة "الزقوقو" زادت بدورها بشكل كبير، ما دفع الكثير من التجار والمحلات الى التخلي عن بيعها. وفي حال تمسكت بعض العائلات التونسية بطبقها الموسمي بكامل مكوناته فإن الكلفة الاجمالية للعصيدة يمكن أن يصل إلى 100 دينار (أكثر من 40 دولارا). وقال تاجر قرب السوق المركزية بتونس العاصمة لوكالة الأنباء الألمانية:"الاقبال ضعيف، في العادة يشهد المحل خلال هذا الوقت حالة من الزحام، نضطر معها الى تخصيص ثلاثة عمال لتلبية الطلبات. إنه كساد". وأضاف صاحب المحل: "لم نعرض كمية كبيرة من الزقوقو بسبب الغلاء، اقترحنا سعرا ب24 دينارا للكيلوغرام الواحد، جلبنا 50 كيلوغراما وبعنا كمية قليلة". وفي كل الحالات لم تكن الأسعار في متناول الشريحة الأكبر من التونسيين، الأمر الذي اضطر منظمة الدفاع عن المستهلك إلى إعلان حملة مقاطعة لهذه المادة هذا العام، داعية التونسيين إلى التخلي عن طبخ العصيدة في خطوة للضغط على الأسعار. وقال سليم عبد الله، رئيس المنظمة، "دعونا إلى التخلي عن شراء الزقوقو حتى يعلم الجميع مدى نجاعة سلاح المقاطعة، الذي كنا دائما ندعو إليه لتعديل الأسعار". وأشار إلى أن قرابة 70 بالمئة من التونسيين قد قاطعوا هذا العام "عصيدة الزقوقو" رغم أن الكثير منهم من ميسوري الحال.