شهد قسم الأطفال بالمركز الاستشفائي الجهوي الحسن الثاني بأكادير، عملية إعذار لأطفال مُصابين بداء الهيموفيليا، قدِموا من مدينة الداخلة. وتطّلبت العملية، التي أشرف عليها أطباء متخصصون تطوّعوا لهذه الغاية، إخضاع الأطفال مرضى الهيموفيليا لفحوصات وتحاليل طبية ووضعهم تحت المراقبة الطبية لمدة لا تقلّ عن خمسة عشر يوما بالمركز الاستشفائي وتلقيحهم بمضادات عوامل تخثر الدم. وجاء هذا التدخّل التطوّعي تنفيذا لبرنامج الجمعية المغربية لمساعدة المصابين بداء الهيموفيليا بجهة سوس ماسة، بتنسيق مع مصالح وزارة الصحة بالجهة، والذي يستهدف إنجاز عمليات ختان الأطفال الهيموفيليّين بمعدل مستفيدين على الأقل كل شهر. وأورد الشريف عالين، رئيس جمعية "بذُور" للهيموفيليا والأمراض المزمنة بمدينة الداخلة، الذي رافق أطفال المدينة إلى أكادير، أن العملية أُخرجَت إلى الوجود بفضل تنسيق بين جمعيته والجمعية المغربية لمساعدة المصابين بداء الهيموفيليا. وقال المتحدّث إن إخضاع هؤلاء الأطفال للختان يُعدّ عملية مُعقّدة، "بالنظر إلى العناية الطبية اللازمة التي تستوجبها قبل العملية وبعدها، فضلا عن التكاليف الباهظة التي قد تصل إلى 30 مليون سنتيم للطفل الواحد، حسب عمره ووضعه الصحي". وعن اضطرار الأطفال المستفيدين من عملية الختان إلى التنقل إلى أكادير وقطع مسافات طوال تزيد عن 1000 كيلومتر، أوضح رئيس جمعية "بذور" أن الجهات المغربية الجنوبية تفتقر إلى الأدوية وإلى التخصصات في هذا الداء؛ وهو ما "نكون معه ملزمين إلى تحمّل معاناة التنقل، التي تزداد إلى آلام المرض، نحو أكادير، لما تُوفّره الجمعية المغربية لمساعدة المصابين بداء الهيموفيليا ومصالح وزارة الصحة مشكورين". وطالب الشريف عالين السلطات الإقليمية والجهوية والصحية بالداخلة ب"الالتفات إلى هذه الفئة من المرضى، الذين يُعانون في صمت، في ظل غياب أية مبادرات من أجل التخفيف من معاناة مرضى الهيموفيليا بمناطق الصحراء المغربية، التي تنضاف إلى الأوضاع الاجتماعية المزرية التي يعيشها المرضى وأسرهم".