محمد الصالحي شابٌّ في مقتبل العمر، أصيب بشلل نصفي إثر تعرّضه لحادث سير مميت بطريق ويسلان بمدينة فاس، فانتهت حياته بعد خروجه من غرفة العمليات بأخطاء طبية جسيمة. ودخل محمد في اكتئاب نفسي رافق المشاكل الصحية والاجتماعية القاهرة التي لم يقوَ جسده على استيعابها، كونه يعيش رفقة والدته المريضة ببيت مكترى، بعدما توفي أخوه الأكبر ووالده في حادثة سير مميتة. وفي لحظة غادرة، وجد الشاب نفسه في عالم مظلم بلا أمل في الحياة، ليحاول جراءه الانتحار واختيار القرار الأصعب؛ لكن والدته أسعفته في لحظاته الأخيرة، ليدخل بعدها في أزمة نفسية حادة. وفي ظل ضعف الإمكانات المادية والإهمال الطبي والأخطاء الجسيمة التي ارتكبت في حق جسده النحيل بالمركز الاستشفائي الحسن الثاني بفاس، خرج الصالحي من عزلته ومرّر نداءات إنسانية. وفي هذا السياق، سلطت جريدة هسبريس الضوء على معاناته من خلال برنامج "حياتي"، ليجد بعدها تفاعلا كبيرا من لدن المغاربة داخل المغرب وخارجه. بعد محاولات كثيرة لطرق باب وزارة الصحة الموصد، التفت محسنون عديدون إلى حال محمد، فساعدوه في جمع مبلغ مالي كفيل بخضوعه للعلاج بالترويض بأحد المراكز المتخصصة بتركيا.. وبعد مدة ليست بالقصيرة، سافر الصالحي وحيدا إلى تركيا ووجد في استقباله مواطنة مغربية تكفلت بمرافقته إلى المستشفى كما أوته في بيتها. بدموع حارقة، امتزجت بأمل خافت يحكي الصالحي لهسبريس تفاصيل اللقاء مع أطباء أتراك ويقول: "كنت أظن أن العلاج بالترويض كاف لأسترجع عافيتي؛ لكن وللأسف الأخصائيين، بعد اطلاعهم على ملفي الطبي، أكدوا أن العلاج بالترويض لن ينفعني إن لم أخضع لعملية جراحية للعمود الفقري". ويستطرد محمد، بصوت مخنوق وأنفاس متصاعدة، في حديثه لهسبريس: "طلب مني الأطباء الأتراك مبلغ 50 مليون سنتيم مقابل إخضاعي للعملية الجراحية؛ غير أن ضعف إمكانيتي ستحول دون إجرائي لهذه العملية". وبالرغم من النسبة الضعيفة لنجاح العملية والإمكانات المادية المحدودة، قرّر محمد الخضوع لها، طالبا من مغاربة العالم مساعدته من أجل تحقيق حلمه الإنساني: "لن أخسر شيئا إن أجريتها، ولن أتراجع عن حقي في العيش مثل باقي البشر". وناشد محمد الصالحي، في ختام حديثه، ذوي القلوب الرحيمة من أجل التواصل مع إدارة مستشفى أكتيف الخاص الكائن بساحل محلسي ازميت مدينة يلاوا كرايولو اوزاري رقم 81 حي تشفتلي كوي بتركيا، قصد مساعدته على إجراء العملية الجراحية. يذكر أن محمدا الصالحي روى تفاصيل حادثة السير التي تعرض لها بطريق ويسلان بمدينة فاس بالقول: "كنت راكبا على متن دراجة نارية رفقة صديقي المقرب، وبينما عمدنا إلى قطع طريق ويسلان باغتتنا سيارة مجنونة وارتطم رأسي بقوة كبيرة مع الأرض؛ وهو ما تسبب لي في كسور على مستوى الجمجمة والعمود الفقري، لأنني لم أكن أتوفر على خوذة تقي رأسي من قوة الاصطدام". وتعرّض الشاب المقعد لخطأ طبي نتج عنه ثقب غائر على مستوى عضوه الذكري، إذ قال في اللقاء ذاته مع هسبريس: "لم أتوقع، يوما، أن أعيش بعاهة مستديمة وأن يتسبب لي الأطباء في خطأ طبي سيفقدني رجولتي وسيقضي على مستقبلي"، وزاد: "بعدما استرجعت وعيي وجدت ثقبا كبيرا غائرا على مستوى عضوي الذكري؛ وهو ما تسبب لي في صدمة كبيرة ومشاكل نفسية جمة".