نظم العشرات من الأفارقة، مساء اليوم الخميس أمام مقر السفارة الليبية بالرباط، وقفة احتجاجية بعد مقطع "فيديو" جرى تسريبه، ويظهر مهاجرين من جنوب الصحراء الكبرى يباعون في أسواق العبودية في ليبيا. الوقفة التي شارك فيها نشطاء مغاربة طالبت بملاحقات قضائية على خلفية التجارة "الخسيسة" التي تعود إلى حقبة أخرى، ووضع حد لممارسات العبودية المعاصرة التي تجري وسط بلد إفريقي وسط صمت المنتظم الدولي. ورفع المحتجون شعارات تطالب السفير الليبي بالرباط بالتدخل العاجل لوقف بيع الأفارقة مثل العبيد في المزاد العلني، فضلا عن فض معسكرات الاعتقال الحاطة من الكرامة الإنسانية، والتي تعود إلى العصور البدائية. في المقابل، أشاد الأفارقة المقيمون في الرباط بسياسة المغرب الناجحة في مجال الهجرة واللجوء التي أطلقها الملك محمد السادس سنة 2013. وقال جون منتغاز، وهو إفريقي من دولة السنغال، ويعمل في مجال إدماج المهاجرين: "إن إستراتيجية جلالة الملك محمد السادس أبانت عن روح التضامن مع العديد من الدول الإفريقية، وذلك من خلال إدماج المهاجرين في الحياة الاقتصادية والاجتماعية، واستفادتهم من نفس حقوق المغاربة"، وزاد: "لا توجد أي دولة إفريقية قدمت مساعدات لنا مثل التي قدمها المغرب". وأضاف منتغاز في تصريح لهسبريس: "سنواصل التضامن والتظاهر في مختلف الدول من أجل أن نقول لا لما يتعرض له إخواننا الأفارقة في ليبيا من أفعال بربرية ووحشية"، وأشار إلى أنهم سينفتحون على فعاليات المجتمع المدني المغربي من أجل حشد المزيد من التضامن. وناشد المتحدث الحكومة المغربية طرح قضية "عبيد ليبيا" داخل منظمة الاتحاد الإفريقي بعد عودة البلاد الناجحة إليها، وقال: "نتمنى من المغرب أن يقوم بطرح هذا المشكل في القمة الإفريقية الأوروبية المزمع عقدها نهاية الشهر الجاري بأبيدجان". وشارك في الوقفة مثقفون مغاربة وشخصيات حقوقية تضامنا مع مظاهر الاتجار بالمهاجرين في ليبيا. وقال الكاتب المغربي إدريس جيدان، على هامش الوقفة، إنه يشارك في الشكل الاحتجاجي كإفريقي للتنديد بصور العبودية التي لم يعد لها مكان في زمننا هذا. وأوضح الكاتب المغربي، في تصريح لهسبريس، أن "الوقفة هي فرصة لنقول للأفارقة إنكم في بلادكم التي عادت إلى بيتها الإفريقي قبل شهور، وإن جميع الأفارقة يمكن لهم العيش هنا في أمان واستقرار". هذا، وأشارت السلطات الليبية إلى أنها فتحت تحقيقا في هذه الممارسات، حسب تقرير لقناة "سي إن إن" اليوم الجمعة. وقالت منظمة الهجرة الدولية إنها جمعت أدلة عن العبودية في ليبيا، وأوضحت أن تحديد أسعار المهاجرين يخضع للمهارات التي يمتلكونها. من جهتها، وجهت المنظمة الديمقراطية للشغل رسالة إلى سفير ليبيا بالمغرب، جاء فيها: "نبلغكم احتجاجنا على ما يجري على أرض القطر الليبي الشقيق من بيع للمهاجرين الأفارقة مثل العبيد في المزاد العلني". ونددت النقابة المغربية، في رسالة توصلت هسبريس بنسخة منها، ب"الاتجار الحقير السائد في هذه اللحظة في ليبيا"، ودعت الاتحاد الإفريقي إلى إدراج هذه القضية على جدول أعمال قمة الاتحاد الإفريقي الأوروبي المقامة في 29 و30 نونبر في أبيدجان.