أثارت وضعية المركب الثقافي الموجود بمركز الجماعة الترابية اكنيون، بإقليم تنغير، موجهة غضب عارمة في صفوف النشطاء الجمعويين المحليين ومسؤولي الجماعة الترابية نفسها، الذين اتهموا المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بتنغير، التي تستغل المؤسسة الثقافية المذكورة لإيواء عدد من نزلاء داخلية تابعة لثانوية عسوا اوبسلام بعد أن فاق عددهم عدد الأسرة الموجودة في بناية الداخلية السالف ذكرها، بعدم الاهتمام بها، ما أدى إلى تخريب السياج وبعض النوافذ، وفق تصريحات متطابقة استسقتها هسبريس. وقال محمد اتكنيت، فاعل جمعوي باكنيون، إن المركب الثقافي الذي تم تشييده من طرف مجلس جهة سوس ماسة درعة سابقا، "تم تخريبه من طرف العشرات من نزلاء داخلية ثانوية عسوا اوبسلام"، متهما المديرية الإقليمية للتربية الوطنية ب"عدم تنفيذ وعدها بتعيين حراس لحماية النزلاء وممتلكات المؤسسة نفسها". وطالب الفاعل الجمعوي ذاته، في تصريح لهسبريس، الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بدرعة تافيلالت، ومصالح الوزارة بالرباط، ووزارة الثقافة، ب"إيفاد لجنة مختلطة للوقوف على التخريب الذي لحق ممتلكات هذه المؤسسة الثقافية، أمام الصمت المطبق لمسؤولي المديرية الإقليمية بتنغير"، مشيرا إلى أن "هذه البناية شيدت لاستعمالها للغرض الثقافي، وليس لإيواء النزلاء"، مضيفا أن "وزارة التربية الوطنية قادرة على بناء وتوسيع الداخلية الحالية لإيواء أكبر عدد من النزلاء". بدوره، قال حسن بوهوش، فاعل جمعوي ومنتخب جماعي، إن هذا المركب الثقافي الذي تسلمته فيدرالية بوكافر للجمعيات التنموية قصد تسييره، "تنازلت هذه الأخيرة عن استعماله منذ سنة 2013، ليحتضن التلاميذ الممنوحين بسبب غياب برنامج توسيع داخلية خاصة بالفتيات"، مضيفا أن "الفيدرالية في نهاية الموسم الدراسي لسنة 2013، قامت باسترجاع دار الثقافة لاستعمالها للغرض الذي بينت من أجله". وأورد المتحدث نفسه في حديثه لهسبريس: "في الموسم الدراسي الموالي، تدخل العامل السابق من جديد لوضع المركب رهن إشارة نزلاء داخلية ثانوية عسوا اوبسلام"، مبرزا أن هذه الأخيرة "كانت إعدادية سابقا وتمت ترقيتها إلى ثانوية تأهيلية دون توسيع الداخلية ولا إضافة حجرات دراسية، إلا ما قام المجلس الجماعي لاكنيون ببنائه"، بتعبير المتحدث ذاته. ولفت الجمعوي ذاته إلى أن فيدرالية الجمعيات طالبت أكثر من مرة بضرورة استرجاع دار الثقافة، واستمرت المديرية الإقليمية للتربية الوطنية بدورها في اعتبارها ملحقة لداخلية الثانوية، وقال: "لا تمر دورة من دورات المجلس الجماعي لاكنيون دون أن يفرض ملتمس توسيع الداخلية لثانوية عسوا اوبسلام كنقطة في جدول أعماله منذ ثلاث سنوات وإلى الآن، ولا زالت الوضعية نفسها مستمرة؛ حيث يتم رمي التلاميذ هناك بدون تأطير ولا مواكبة ولا حراسة ولا نظافة". وشدد بوهوش على أن اعتراف المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بتنغير بإغلاق مطعم وداخلية في جماعة ترابية أخرى لانعدام النزلاء في تلك المنطقة، لكون جميع التلاميذ يعودون إلى بيوتهم بعد انتهاء الحصص الدراسية، "ما هو إلا دليل قاطع على فضيحة التخطيط الذي يحكمه كل شيء إلا الفعالية والاستحقاق؛ فهما غائبين تماما"، مسترسلا أن "الأمر يستدعي المساءلة والمحاسبة"، وقال: "لنقارن بين مطعم أغلق لغياب المستفيدين لعدم حاجتهم إليه، في مقابل إيواء نزلاء معوزين وفقراء في منطقة أخرى يقطنون في دار ثقافة لغياب توسيع داخلية"، مضيفا: "في الوقت الذي ينتظر فيه الجميع معاقبة من يقف وراء هذا المنكر، تمت ترقيته بإلحاقه بأكاديمية جهة درعة تافيلالت"، بتعبيره. من جهتها، حاولت هسبريس الاتصال، منذ صباح اليوم، بالمدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بتنغير لنيل تعليقه على الموضوع، إلا أن هاتفه ظل يرن أحيانا دون مجيب، وأحيانا أخرى يكون خارج التغطية.