طغى هاجس المؤتمر الوطني لحزب العدالة والتنمية، المرتقب الشهر المقبل، على كلمة عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، أمام اللجنة المركزية لحزبه، الأحد بالرباط، دافعا عنه تهمة الكولسة مع شباب حزبه، كما لم يفوت الفرصة لتجديد اتهاماته للدولة بمحاربة تنظيمه السياسي. وفِي محاولة لإبعاد تهمة الكولسة، قبل المؤتمر، خصوصا في ظل التقاطب الكبير الذي تعيشه قيادة حزب "المصباح"، قال بنكيران مخاطبا شبيبة الحزب: "ليس بيننا أي شيء خاص أو نوع من التواطؤ"، مضيفا أن "الانسجام مع قيادتكم حديث العهد، وحضوري معكم عادي جدا لأنكم شبيبة نشيطة". وفي رده على الرافضين للولاية الثالثة على رأس الحزب، أكد بنكيران أنه "ليس مستبعدا أن يكون الرافضون للولاية الثالثة على حق، وفي بعض الأحيان يتبين لي العكس"، داعيا إلى تصحيح الأمور غير السليمة، مشيرا إلى أنه ليست هذه المرة الأولى التي تقع فيها مثل هذه الأمور داخل الحزب. وأوضح الأمين العام لحزب "المصباح" أنه "كيفما كانت النتيجة في المؤتمر، فذلك ليس مهما، ولكن ما آلمني هو إعلان البعض بأنه يرفض هذا الأمر، (الولاية الثالثة) في حال حدوثه"، مؤكدا أنه لن يتحرك للتعبئة أو الاتصال بأي كان، و"إن كان من يريد أن يتصل أو يرغب الناس في التصويت فهذا لا يهمني"، يضيف بنكيران، الذي أكد أن "المرحلة فيها نوع من الحرج والكلام فيها صعب". واتهم الأمين العام للعدالة والتنمية "الدولة بمحاربة حزبه، إذ قامت بالكثير من الأمور كي لا تصعدوا لمناصب المسؤولية"، مبرزا أن "الشعب بعد الله هو من له الفضل فيما أنتم فيه، وخارج هذا الإطار ستتحولون إلى لا شيء". فِي مقابل ذلك، جدد بنكيران تذكير شباب حزبه بالمرجعية الإسلامية والملكية والديمقراطية الداخلية واستقلالية القرار والقرب من الفئات الهشة، مؤكدا أن المرجعية أغلى ما يملك الحزب، وأنها "ليست تكرارا للشعارات، بل شيء يشعر به الناس تجاهكم، رغم معارضتهم لكم"، يقول بنكيران، الذي أوضح حين حديثه عن علاقته بالقصر أن الملكية ليست موقفا تكتيكيا للحزب، بل هي غير قابلة للتغيير من أي من قيادات الحزب أو مجموعة، مسجلا أنه "قرار استراتيجي له أصل عقائدي قائم على البيعة، وهو ما بدا جليا من خلال البيعة التي لم تطلب منا للملك محمد السادس، بل جاءت بشكل تلقائي للقصر الملكي". وفِي رسائل ضمنية للجناح الذي يتهمه بالصدام مع الدولة، في حال التجديد له لولاية ثالثة على رأس "البيجيدي"، أوضح بنكيران أن "خصوم الحزب يراهنون على الإيقاع بيننا وبين المؤسسة الملكية"، مضيفا "لسنا تيارا انقلابيا، بل تيار إصلاحي حقيقي يسعى إلى الإصلاح بشكل جيد، وهذا كان من أسباب ثقة الناس فينا وتصويتهم علينا". "قلتها للمغاربة مرارا، إذا أردتم من يتصادم مع المؤسسة الملكية فابحثوا عن شخص آخر، وأنا أقولها لكم في العدالة والتنمية"، يقول بنكيران، الذي أضاف أن "هذا لا يعني عدم الاختلاف مع الملوك، والذي يجب أن يدبر في إطار الاحترام لأن العلاقة يجب أن تحكمها أصول"، معتبرا أن "هذه قناعات لم يطلبها أحد، بل هي مراجعات قمنا بها منذ الثمانينيات، لذلك لا نريد مزايدات في مسألة الملكية". بنكيران أعلن أنه نبه العُثماني أكثر من مرة بعدما هدد بتقديم الاستقالة، بالقول: سألته واش كاينة شي تقلقيلة، فلما أجاب بالنفي، أكدت له ما دام الملك يريدك، فعليك أن تظل لأننا ما كنخوي بالملوك"، مشددا على أن التعيين كان باسم الحزب، وأنه عهد مع الملك يتضمن مصلحة الدولة، ولو سقط الحزب طرفا طرفا، فإن الدولة أهم منه، يضيف بنكيران.