اندلعت في هراري، عاصمة زيمبابوي، اليوم السبت، تظاهرات شعبية مدعومة من الجيش، للمطالبة برحيل الرئيس روبرت موغابي، المستمر في السلطة منذ نحو 4 عقود. وذكرت وكالة "أسوشيتيد برس" الأمريكية أن المتظاهرين حملوا صور ولافتات لقائد الجيش كونستانتينو تشيونغا، كتبوا عليها "إلى الأمام يا لواءنا (جنرال)"؛ بينما استقبلت القوات الأمنية في هراري التظاهرات بتلويح الأيادي، في إشارة إلى ترحيبها بتلك التظاهرات، وفق المصدر ذاته. واحتشد آلاف المتظاهرين وسط هراري، وكان بعضهم يرفعون علم زيمبابوي وآخرون يرفعون لافتات بشعارات مثل "موغابي ارحل من زيمبابوي". كما ظهرت علامات السعادة والبهجة على وجوه المشاركين في المسيرة من البيض والسود على السواء. وقالت تينا، وهي امرأة زيمبابوية بيضاء في الخمسينيات من العمر: "نريد زيمبابوي جديدة"، وأضافت بينما كانت تسير واضعة العلم الوطني على كتفيها بجانب ابنتها: "نريد أن يتحد الجميع وإعادة هذا البلد إلى المسار". بدوره ذكر شادراك، وهو شاب ثلاثيني: "نحن هنا لأننا نحتفل.. لا نريد سوى أن يرحل موغابي. ونشكر الجنرالات. وهذا يوم استقلال جديد"، بينما قالت محاسبة لوكالة الأنباء الألمانية "د.ب.أ": "شعب زيمبابوي سعيد للغاية، أي تغيير جيد الآن". وأعربت شريحة متنوعة من المجتمع الزيمبابوي عن دعمها للمسيرة في العاصمة هراري، من بينها جمعية المحاربين القدامى ذات النفوذ، بالإضافة إلى "حركة التغيير الديمقراطي"، اللتين كانتا على خلافات في السابق. وجاءت التحركات الشعبية عقب مطالبة الحزب الحاكم في زيمبابوي؛ "الاتحاد الوطني الإفريقي لزيمبابوي - الجبهة الوطنية"، رسميًا، مساء أمس الجمعة، رئيس البلاد، بالاستقالة من منصبه. وأمس، أعلن الجيش في زيمبابوي أنه يحقق "تقدما ملحوظا في المباحثات مع الرئيس روبرت موغابي بشأن رحيله عن السلطة". وتأكيدا لنفي الجيش قيامه بانقلاب عسكري في البلاد، أجرى موغابي (93 عاما) أول ظهور علني له بالعاصمة هراري، أمس، بمشاركته في مراسم حفل تخرج جامعي. والثلاثاء، تداولت مواقع إخبارية أنباء عن قرب وقوع انقلاب عسكري في زيمبابوي، على خلفية توجه مدرعات عسكرية على متنها جنود نحو العاصمة هراري. وجاء التحرك بعد يوم من تهديد قائد الجيش، كونستانتينو تشيونغا، بالتدخل لوقف "حركة تطهير غير مسبوقة ضد مسؤولين رفيعي المستوى داخل الحزب الحاكم، لهم تاريخ وثيق بحرب التحرير عام 1970"، وشملت إقالة موغابي لنائبه، إمرسون منانغاغوا.