احتل المغرب المرتبة 123 في مؤشر الإرهاب العالمي، الذي يقيس مدى تأثر 134 دولة بالعمليات الإرهابية. وقد جاءت المملكة ضمن المجموعة التي لم تتأثر بالإرهاب في السنة الماضية، في حين تم تسجيل تراجع في عدد القتلى مقابل ارتفاع في عدد البلدان التي يطالها الإرهاب. وفي قراءته لمسارات تطرف الأشخاص، قال التقرير إن هناك عوامل عدة تؤدي إلى العزلة كأول مرحلة للتطرف بسبب التمييز، واعتبر أن عملية التطرف تكون أكثر قوة لدى المجموعات عوض الفرد الواحد؛ إذ يتبع الأفراد شخصية مؤثرة تؤدي بهم إلى التطرف. ولم يشهد المغرب، بحسب التقرير، في السنوات الأخيرة سقوط أي قتيل بسبب الإرهاب، لكن جاء ضمن الدول العشرة الأكثر تصديراً للمقاتلين "الدواعش" في صفوف ما يعرف ب"الدولة الإسلامية في العراق والشام"، إلى جانب تونس والسعودية وتركيا. وحذر التقرير، الصادر يوم أمس الأربعاء عن معهد الاقتصاديات والسلام في لندن، من المقاتلين العائدين من مناطق الصراع في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن هناك تراجعاً إيجابياً في عدد ضحايا الهجمات الإرهابية في العالم في السنة الماضية التي عرفت مقتل 25673 شخصا، بتراجع نسبته 22 في المائة عن العام 2014 الذي كان أكثر دموية. وجاء في مضامين التقرير حول المغرب: "الدراسات التي ركزت على المغرب تخلص إلى أن تبني قيم مقدسة وبناء علاقات وطيدة مع مجموعة من الأصدقاء من أهم العوامل التي تؤدي إلى التطرف"، وأضاف أن "تبني هذه القيم يكون سائداً في المجتمع وتكون مفيدة للناس الذين ليست لديهم رغبة في ارتكاب التطرف العنيف". وجاءت العراق في المرتبة الأولى في ترتيب الدول الأكثر تضرراً من الإرهاب، تلته أفغانستان، ثم نيجيرياوسوريا وباكستان واليمن والصومال، فالهند وتركيا وليبيا ومصر. أما الدول الأقل تضرراً فهي فيتنام في المرتبة 134، وقبلها تركمانستان، والطوغو، وسلوفاكيا. وبحسب مضامين التقرير، فقد تراجعت حصيلة القتلى في أربع من الدول الخمس الأكثر تضرراً جراء الإرهاب، وهي سوريا وباكستان وأفغانستانونيجيريا. في المقابل، لا يزال عدد القتلى مرتفعاً في العراق نتيجة تزايد الاعتداءات التي ينفذها تنظيم "الدولة الإسلامية" ضد المدنيين، مع تراجع مناطق سيطرته. وتم إحصاء 9765 قتيلاً على ارتباط بالإرهاب في هذا البلد عام 2016، أي 38 في المائة من الحصيلة الإجمالية. وحذر التقرير من تسجيل المزيد من البلدان لقتيل واحد على الأقل بسبب الإرهاب؛ بحيث ارتفع عدد البلدان التي شهدت سقوط قتلى من 65 عام 2015 إلى 77 عام 2016. كما أشار التقرير إلى خطر "مغادرة مقاتلين في تنظيم الدولة الإسلامية العراقوسوريا للانضمام إلى فروع متطرفة جديدة للتنظيم أو مجموعات تابعة له في بلدان أخرى". وفي ما يتعلق بالدول الأوروبية وغيرها من الدول المتقدمة، مثل دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الاقتصادية، أشار الباحثون في معهد الاقتصاديات والسلام إلى أن سنة 2016 كانت أكثر الأعوام دموية منذ عام 1988، دون احتساب ضحايا أحداث 11 شتنبر 2001. وقد سجلت زيادة في الاعتداءات نسبتها 67 في المائة، وارتفاع في عدد الضحايا بنسبة 600 في المائة منذ عام 2014. وصدر مؤشر الإرهاب العالمي لأول مرة سنة 2012، وهو يستند إلى معلومات تجمعها "قاعدة بيانات الإرهاب العالمي"، التابعة لجامعة ماريلاند الأميركية، ويسمح بقياس تطور الهجمات الإرهابية في 163 بلداً منذ 2000.