احتل المغرب المرتبة 123 في مؤشر الإرهاب العالمي، الذي يقيس مدى تأثر 134 دولة بالعمليات الإرهابية، وقد جاءت المملكة المغربية ضمن المجموعة التي لم تتأثر بالإرهاب في السنة الماضية، في حين تم تسجيل تراجع في عدد القتلى مقابل ارتفاع في عدد البلدان التي يطالها الإرهاب. وفي تعليق حول هذا التقرير، أكد إدريس الكنبوري، المحلل السياسي والمتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية وقضايا الإرهاب، أن المغرب لم يعد مهددا بشكل كبير بالإرهاب، لذلك تراجع موقعه في قائمة البلدان المهددة في العالم واحتل الرتبة 123.
ويضيف الدكتور الكنبوري، في اتصال مع الموقع أن هذا مؤشر ايجابي، لأن المغرب حقق تقدما على الصعيد الأمني بفضل يقظة الأجهزة الأمنية وبفضل الاستراتيجية الاستباقية في مواجهة الجماعات الإرهابية، لكن يجب الملاحظة بأن تراجع عدد المغاربة المقاتلين في صفوف داعش يعود أيضا إلى كون التنظيم خسر العديد من المناطق التي كان يسيطر عليها بسبب ضربات التحالف الدولي، دون أن ننسى أن هناك تحولا في موقف تركيا، بحيث لم تعد معبرا للمقاتلين الأجانب، مما أغلق الباب أمام تجنيد مقاتلين جدد، والتنظيم لم يعد مغريا اليوم للشباب. واستغرب الكنبوري إشارة جاءت في التقرير تخص العلاقات الشخصية القوية والقيم المقدسة والتطرف واعتبرها خلاصة غير علمية.
وجاء في التقرير حول المغرب بأن: "الدراسات التي ركزت على المغرب تخلص إلى أن تبني قيم مقدسة وبناء علاقات وطيدة مع مجموعة من الأصدقاء من أهم العوامل التي تؤدي إلى التطرف"، و أن "تبني هذه القيم يكون سائداً في المجتمع وتكون مفيدة للناس الذين ليست لديهم رغبة في ارتكاب التطرف العنيف"، اذ خلصت هذه الدراسات إلى أن تبني قيم مقدسة وبناء علاقات وطيدة مع مجموعة من الأصدقاء من أهم العوامل التي تؤدي إلى التطرف".
وفي قراءته لمسارات تطرف الأشخاص، قال التقرير إن هناك عوامل عدة تؤدي إلى العزلة كأول مرحلة للتطرف بسبب التمييز، واعتبر أن عملية التطرف تكون أكثر قوة لدى المجموعات عوض الفرد الواحد.
وحذر التقرير، الصادر أمس الأربعاء عن معهد الاقتصاديات والسلام في لندن، من المقاتلين العائدين من مناطق الصراع في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن هناك تراجعاً إيجابياً في عدد ضحايا الهجمات الإرهابية في العالم في السنة الماضية التي عرفت مقتل 25673 شخصا، بتراجع نسبته 22 في المائة عن العام 2014 الذي كان أكثر دموية.
وجاءت العراق في المرتبة الأولى في ترتيب الدول الأكثر تضرراً من الإرهاب، تلته أفغانستان، ثم نيجيريا وسوريا وباكستان واليمن والصومال، فالهند وتركيا وليبيا ومصر، أما الدول الأقل تضرراً فهي فيتنام في المرتبة 134، وقبلها تركمانستان، والطوغو، وسلوفاكيا.