حققت الحملات الاستباقية، التي يقوم بها المغرب بغرض تفكيك الخلايا الإرهابية، نتائج إيجابية، وذلك بعد تحسن تصنيفه في "مؤشر الإرهاب العالمي" الصادر عام 2017، عن معهد الاقتصاد والسلام الأمريكي، إذ تبوأ، الرتبة الثانية عربيا، في خانة الدول "غير المهددة بالإرهاب"، والبالغ عددها 41 دولة. وتراجع تصنيف المملكة المغربية، في التقرير، ب58 رتبة، ما بين عامي 2016، الذي احتلت فيه الرتبة 66، إلى و2017، الذي استطاعت خلاله الحصول على الرتبة 122، من بين 164 دولة، أجريت عليها أبحاث المركز، استنادا إلى الأحداث الإرهابية، وعدد ضحايا الإرهاب، والحملات الاستباقية، التي قامت بها الدول لمحاربة الإرهاب، خلال الفترة ما بين عامي 2000، و2017. واستند التقرير، في نسخته الخامسة الصادرة، صباح اليوم الأربعاء، في تصنيفه للمغرب على رأس الدول الأكثر أمانا في العالم على عدم تسجيل أي أحداث إرهابية خلال فترة الربيع العربي، منذ عام 2011، خلال تفجير مقهى "أركانة" في مدينة مراكش، والذي عرف سقوط 17 قتيلا، من بينهم مغاربة، وأجانب. بالإضافة إلى ذلك، برر التقرير تحسن تصنيف المغرب في "مؤشر الإرهاب العالمي"، توالي عمليات تفكيك الخلايا الإرهابية، التي يشرف عليها "بسيج"، خلال السنوات الأخيرة، واعتقال العناصر الإرهابية في مدن مغربية مختلفة، الأمر الذي مكن من إحباط مجموعة من المخططات، التي كانت ستنتج عنها أعمال إرهابية. وعربيا، احتل المغرب الرتبة الثانية، في لائحة الدول الآمنة، بعد سلطنة عمان، التي تصدرت الدول العربية الآمنة، ودولة قطر، التي حصدت المركز الثالث، بينما تصدرت في العراق لائحة الدول المهددة بالإرهاب، تليها كل من سوريا، واليمن، وليبيا، ومصر. أما في المنطقة المغاربية، فالمغرب سجل الاستثناء، كونه الدولة المغاربية الوحيدة، التي قدرت دخول الخانة الآمنة، في حين حلت ليبيا في خانة الدول العشر، المتضررة من الإرهاب عالميا، على الرغم من تراجع عدد ضحايا الإرهاب فيها من 454 إلى 376 قتيلا، تليها تونس، التي تأثرت بعامل إسقاط النظام خلال الربيع العربي، ثم الجزائر، وفي الأخير موريتانيا. مقابل ذلك، تمركز المغرب في الرتبة السابعة عالميا، من بين الدول المصدرة للمقاتلين في صفوف "داعش"، بعد كل من تونس، والسعودية، وروسيا، وتركيا، والأردن، وفرنسا، وقبل كل من لبنان، وألمانيا، وبريطانيا. أما في قائمة الدول، التي تواجه تهديدها إرهابيا مرتفعا في العالم، فقد صنف التقرير ست دول، تتصدرها العراق، تليها أفغانستان، ثم نجيريا، ثم سوريا، وباكستان، واليمن. وفي السياق ذاته، احتلت مدينة تدمر السورية المرتبة الأولى، كأكثر منطقة تأثرت بالإرهاب في العالم، إذ تم تسجيل سقوط 433 قتيلا، خلال الانفجارات، التي نفذها تنظيم الدولة الإسلامية، يوم العاشر من دجنبر السنة الماضية، بينما احتلت فيه كل من بغداد، والموصل، في العراق، وباجوت جنوب السودان، المرتبتين، الثانية، والثالثة على التوالي.