في الوقت الذي خلق فيه موضوع التثليث لعبد الإله بنكيران على رأس حزب العدالة والتنمية جدلاً واسعاً، نجح حزب المؤتمر الوطني الاتحادي، وهو من الأحزاب اليسارية الصغيرة في المغرب، في منح عبد السلام العزيز (يسارا في الصورة) ولاية ثالثة بسلاسة. هذا الأمر نوقش خلال المؤتمر الوطني التاسع للحزب الذي انعقد أيام 20 و21 و22 أكتوبر المنصرم بالدار البيضاء، وتم استكمال هياكل الحزب أمس الأحد 12 نونبر الجاري، بانتخاب عبد السلام العزيز أميناً عاماً للمرة الثالثة على التوالي. ولم تكن قوانين الحزب، العضو في فدرالية اليسار الديمقراطي، تسمح بذلك؛ لذا تم تعديل المادة التي تحصر ولايات الأمين العام في ولايتين فقط، ليكون الأمر ممكناً بشكل قانوني. وكان قد أعيد انتخاب العزيز أميناً عاماً للمرة الثانية لهذا التنظيم السياسي في مؤتمر انعقد نهاية دجنبر من عام 2012، وفي المؤتمر الأخير كان هدف الاندماج المرتقب مع أحزاب الفدرالية مبرراً لقيادة الحزب لدعم استمرار العزيز أمينا عاما. وصادق المؤتمر التاسع للحزب في أرضيته السياسية على ضرورة توفير شرط الاندماج لفدرالية اليسار الديمقراطي في زمن حدد أفقه في السنتين المقبلتين، على أساس أن يشكل هذا الاندماج اللبنة الأساسية لوحدة اليسار بالمغرب. وقال العزيز، في تصريح لهسبريس، إنه لم يكن راغباً في قيادة الحزب للمرة الثالثة، وأضاف: "المؤتمر رأى أن الأمين العام الذي واكب مسلسل الاندماج من الأحسن أن يستمر إلى حين تحقيق التوحيد في حزب واحد". وأوضح العزيز أنه بعد مرور مؤتمر الحزب الاشتراكي الموحد ومناقشة موضوع الاندماج ستكون الطريق سالكة للوصول إلى مرحلة متقدمة في هذا الموضوع، وفي حالة النجاح في هذا الهدف ستعقد الأحزاب الثلاثة مؤتمرات استثنائية لحل نفسها وإعلان الحزب الجديد. وأكد العزيز في التصريح ذاته أن "الهدف الكبير هو الوصول إلى حزب مؤثر وفاعل في المشهد السياسي المغربي، وطبعاً هدفنا أيضاً هو الانتخابات التشريعية المقبلة بحضور قوي في المجتمع لتحقيق نتائج إيجابية". وتسعى فدرالية اليسار الديمقراطي، التي تضم الحزب الاشتراكي الموحد والطليعة الديمقراطي الاشتراكي وحزب المؤتمر الوطني، إلى الشروع في العام المقبل في إجراءات الاندماج في حزب واحد في أفق المشاركة في الانتخابات التشريعية المقبلة لسنة 2021. وخاضت الفدرالية أول تجربة لها في الانتخابات التشريعية لسابع أكتوبر من العام الماضي، ونجحت في حجز مقعدين برلمانيين داخل مجلس النواب، كانا من نصيب عمر بلافريج ومصطفى الشناوي، وهما معا من الحزب الاشتراكي الموحد.