أجساد في المغرب وقلوب في الكوت ديفوار.. هكذا عاشت الجماهير المغربية مواجهة الحسم، التي جمعت المنتخبين المغربي والإيفواري بالعاصمة أبيدجان، في إطار الجولة السادسة والحاسمة من التصفيات المؤهلة إلى مونديال روسيا 2018. حالة من الترقب والانتظار سادت كل الجماهير، امتزجت خلالها أحاسيس بالخوف والتوتر والتفاؤل، خصوصا أن الفريق الوطني يخوض أقوى مواجهاته، وكانت نقطة واحدة تكفيه لتعبيد الطريق أمامه لخوض المونديال العالمي، الذي غاب عنه عقدا من الزمن. جمهور مدينة وزان، وعلى غرار باقي المدن، استعد منذ الساعات الأولى من صباح اليوم لمتابعة المباراة الحدث، حيث شرعت مصالح البلدية في تأثيث ساحة الاستقلال عبر تجهيزها ووضع العلم الوطني بها. كما تم تثبيت شاشة عملاقة بوسط المدينة قصد إتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن من السكان لمتابعة الحدث الرياضي في أجواء خاصّة، فيما كانت المقاهي هي الأخرى تستعد لاستقبال فئات أخرى من الجماهير الراغبة في مشاهدة المقابلة الحاسمة، إذ امتلأت عن آخرها قبل صافرة الانطلاقة. الساعة تشير إلى الرابعة والنصف. وفود تتقاطر على ساحة الاستقلال، المحاذية لمعلمة المكانة بشارع محمد الخامس، ونساء وأطفال من مختلف الفئات العمرية. بالموازاة مع ذلك، انتشرت عناصر الأمن الوطني والقوات المساعدة لتأمين مرور العرس الكروي في أجواء جيدة. خالد البوخاري، من أبناء المدينة، فضل متابعة أطوار المقابلة من ساحة الاستقلال لتشجيع لاعبي المنتخب، حيث تم تثبيت شاشة عملاقة من قبل الجماعة الترابية لوزان تفاعلا مع دعوات رفعها ناشطون فيسبوكيون قصد تخصيص شاشة عملاقة لجمهور "دار الضمانة" الراغب في تتبع المقابلة في أجواء جماعية. وعبر خالد عن تفاؤله بخصوص نتيجة هذه المباراة المهمة، والتي تعتبر حاسمة في تأهل "أسود الأطلس" إلى المونديال العالمي، مؤكدا أن المنتخب له الأفضلية نظرا لتوفره على لاعبين شباب وآخرين مخضرمين، إلى جانب تصدره ترتيب المجموعة الثالثة ب10نقاط، مضيفا أن المنتخب يلزمه فقط التعادل لبلوغ النهائيات، وهو الشيء الذي أكدته ال90 دقيقة من المباراة، التي رجحت كفة "الأسود". وقد شهدت شوارع دار الضمانة عقب نهاية المقابلة فرحة عارمة، إذ خرج المشجعون في مجموعات، مرددين شعارات وأهازيج النصر وسط زغاريد وصيحات من حجوا للاحتفال بليلة سقوط "الفيلة"، بينما علمت عناصر الشرطة على تأمين موكب الجماهير لضمان انسيابية المرور.