بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ثم أما بعد لما قرأت مقال الاستاذ الطاهر الطويل -وزارة غنية وائمة فقراء- ومقال الاستاذة مايسة سلامة الناجي -الائمة الائمة يا أمير المومنين- وجدت نفسي نيابة عن إخواني الائمة ملزما بتقديم الشكر الجزيل لهذين الكاتبين الفاضلين. شكرا لكماعلى الاهتمام الواضح وعلى تواضعكما واحترامكما الذي نجده عند جل ابناء وطننا تجاه ائمتهم وفقهائهم الصفوة المهمشة . واستغرابكما لهذه الحالة التي تعيشها هذه الفئة من المجتمع جاء نتيجة ما يسمعه المغاربة عن الاهتمام بالائمة وتحسن أوضاعهم وكثيرا ما يخرج علينا السيد وزير الاوقاف احمد التوفيق بمشاريع وببرامج لا أحد يستطع أن يناقشه أو يستفسره, وظل هذا القطاع من الامور المجهولة لعقود من الزمن عند عامة الناس .حتى بلغ السيل الزبا كما يقال عند من يعيش المعانات (وكما يقال بالدارجة ماحس بالمزود غير لمضروب به) فانتفضوا انتفاضة رجل واحد في تنغير وورزازت وبعدها الرباط فأصبح الجميع يتحدث عنهم من صحافة وطنية ودولية وكتاب رأي رغم ما يمارس عليهم من تعتيم وآخرها حجب حلقة حول أوضاعهم ومعاناتهم من إذاعة مدي 1 سات تيفي بتدخل جهات نافذة لها مصلحة في تهميشنا, ولاتريد ان تتضح الصورة لدى عامة الشعب المغربي المسلم الذي يكن كل التقدير والتبجيل لهذه الفئة.ولولا هذا الصراخ المدوي لما استطعتما ولا غيركما ان يعرفا شيئا عن هذا القطاع, فشكرا لكما ولغيركما ممن يعرف بقضتنا وينصرها كقضية عادلة. الا ان لي بعض الملاحظات التي اقدمها وانا داخل القطاع في نظرة داخل المساجد وليس كمن ينظر خارجه. رفض الاخت الكريمة فكرة ادراج الائمة في الوظيفة العمومية....:فنقول ونحن ننظر من الداخل فعندما يترك الامام والمؤذن هكذا لا يدري ما موقعه من المنظومة التنظيمية داخل الوزارة الوصية. هل هو أجير؟ أو..؟أو...؟ يتلاعب به المسؤولون وخاصة مع قلة ورعهم فيصير الامام لعبة بين ايدي بعض الجمعيات التي تستغل المساجد لأغراضها الخاصة وبعض المندوبين والمراقبين الذين يرعبون الامام ويقمعونه وهذا كله مشاهد ومدون عندنا. فيكون هو وأسرته ضحية الامزجة المتقلبة فأبسط وأتفه الناس في الجماعة او الجمعيات او المراقبين يستطيع طرد الامام بكلمة او جرة قلم بوشاية كاذبة لا يتحقق منها, فالكل يُصدق الا الامام, فلا هومستقر نفسيا. ولا دراسيا لأبنائه. فتراه ينتقل من مسجد إلى آخر الى غير ذلك من المتاعب التي يواجهها. لهذا نريد تنظيما لقطاعنا والاسلام دين النظام وهل في هذا عيب؟ وما يضير الدولة والمجتمع ان كان لأسرة المساجد نظام يحميهم يعملون تحته. اما عندما نقارن الائمة في بعض الدول العربية والاسلامية فنستغرب كبف يعيش هذا الامام هذا الوضع الكارثي في دولة امارة المومنين والائمة نوابه فمثلا في الامارات الامام يتلقي 13000.00 درهم على أقل تقدير كراتب شهري مع التكفل بتعليم اثنين من أبنائه, ويخصص له شهر كعطلة سنوية. وغير ذلك من الاحترام والتقدير لدى المسؤولين عن الشأن الديني. اما في تركيا فالامام يتلقي 15000.00 درهم شهريا وتعد له جميع ألبسة الصلاة داخل المسجد وتأتيه جميع الجرائد يوميا مجانا .وتقاعده 10000.00 درهم فقارنوا اخواني راتب الامام في بلدنا 800 درهم او بتقاعده الذي هو 150 درهم بما قدمناه لكم.اما كيفة معاملته فوضع كارثي وهذا كله موثق بالدلائل والبراهين . قول الاخت الكريمة :سمعنا عن وقفات الائمة ولكن ما يعاب عليها الفترة التي طالبوا فيها بمطالبهم واستغلالهم للظرفية.... فالائمة.يا أختاه قاموا برفع مطالبهم قبل هذا الوقت. الم تتذكري يوم وقف امامان بجلبلبيهما الابيضين امام البرلمان مطالبان بإنصاف اسرة المساجد من وزارة الاوقاف, وأصدرا كتابا اسمه المساجد بالمغرب رؤية من الداخل, فكان مصيرهما الطرد والتعنيف.وما نقفموا منهما الا انهما حاولا اخراج الاوضاع المزرية للقطاع الى ساحة المجتمع المدني وألقيا بالمسؤولية على الوزارة الوصية. وبعدهما وقف سته أئمة أخرون رفعوا شعار ايلاء اسرة المساجد الرعاية اللائقة بمقام نواب امير المومنين. وقد قمنا بإرسال الرسائل الى كل الجهات وآخرها رسالة موجهة الى أمير المومنين نشرح فها أوضاعنا وما نتعرض له من الاهانة المادية والمعنوية .اذا نحن لسنا ممن يستغل هذه الظرفية ولسنا نسعى لأي فتنة كما يفسر البعض وحاشا لله ان نكون دعاة لها. ولكن نقول ان تهميشناوإقصائنا تهميش وإقصاء لبيوت الله .فقد ظل بناء المساجد وعمارتها واختيار ورعاية من يقوم بشؤونها مواكبا لحركة الفتح الإسلامي حيث كان بناؤها وإشعاع رسالتها أول من يفكر فيه المسلمون عندما تطأ أقدامهم بلادا جديدة . كما أن أول ما يفكر فيه من يعمل لطمس الدين تعطيل هذه المساجد. ولا يضره بعد ذلك أن تبقى مناراتها شامخة شموخ الأبراج والعمارات السكنية. وأن القيام بدعوة إلى الله وإلى صراطه المستقيم طريقة الأنبياء والمرسلين ومن جرى على هديهم من الدعاة الهداة المصلحين. وهي مسؤولية جسيمة لا يتحمل عبئها الثقيل إلا من وهبه الله شدة المراس وقوة العزيمة، وهي رسالة دائمة يجب أن يتلقاها جيل عن جيل ولا يسد مسدها غيرها من الدعوات في كثير ولا قليل، وإذا أهمل أمرها أو وضعت في يد غير أهلها تعرضت الجماهير الإسلامية للمسخ والاستيلاب وحاصرتها الدعوات الباطلة من كل باب.بصائر حول خطبة الجمعةمنشورات الوزارة ص 39. ولقد كثر الإقبال ولله الحمد على المساجد في الآونة الأخيرة للصلاة فيها، وهذا هو الملاحظ من الناحية الكمية، غير أن الكثير منهم لم يعد لديهم الاستعداد للأخذ عنا لذا الأسباب. وأن الخطة الوطنية للارتقاء بالمساجد رسالة وموقعا لشعار ملطف لما ينبغي اتخاذه لتدارك الأمر وتجاوز الوضع الذي تعيشه أسرة القيمين الدينين نتيجة من اعتبر مؤسستهم غير حيوية، وهو ما يفسر غياب ملف هذه الأسرة ضمن اهتمام الحكومات المتوالية على السلطة منذ الاستقلال، ولا أدل على ذلك من أن لا أحد يستطيع تحديد موقع ملف قطاعنا من الاهتمام قبل هذا الصخب العالمي على طلبة المساجد، وكنا نأمل أن نراها رؤية وطنية حانية وبعيون غير زرقاء . لقد آن الأوان أن نسبح في أغوار السياسة فنفتش في ملفات اهتمامات حكومتنا تجاه رجال المنابر إذ تومض إيماءات أنهم مصنفون في خانة غير منتجين وهو مؤشر لا يستشعر أصحابه أننا في المساجد نحقق الشعائر الدينية نسبا مهمة في محو الأمية (لا تشمله إحصائياته) والإسهام في الإرتقاء بثقافة المجتمع، وبإمكاننا أن ننجز الكثير في هذا المجال وعلى جميع المستويات لو أزيلت عقدة الخوف تجاهنا ومنحنا بعضا من الإمكانيات المرصودة لغيرنا. وكل الأئمة يستحضرون يوم أعطى العاهل الكريم - أيده الله – قراره بإشراك المساجد في القضاء على الأمية فعمدت وزارة الأوقاف على توظيف غيرهم في قلب المساجد، وإن انجازاتنا في مجال التربية على المواطنة الحقة ومحاربة الفتن وترسيخ مفهوم الطاعة لولاة الأمر ما أقاموا فينا ضروريات الدين والحفاظ على الاستقرار والأمن الروحي في جوهره لن ينكره إلا جاحد. ومما لا يحتاج إلى دليل يقظة القيمين الدينيين للحيلولة قدر إمكانيتهم دون اختراق المساجد والاستقطاب من داخلها وإسكاتهم من يجهز بالتشكيك والتسفيف لتراث فقهنا المالكي عندما يمنحون أبسط الوسائل . ولو تمنح الرتب مقاييس الكفاءة والاستحقاق لما وراء الأضواء لكان الأجدر أن يقلد القيمون هؤلاء أو سمة ضباط أمن مساعدين، يضاف إلى هذا وذاك أن دعم توطين الساكنة كضرورة ملحة ببوادينا التي شلت فيها قدرات القيم الديني أو كادت رهينة الدور الفعال الذي يقوم به المسجد لمكانته. هكذا نرى أن تهميشنا يساوي في معادلة بسيطة تكريس الأمية والانحراف وعقوق الوطن. كما أن شلل قدرات القيمين والي يعني أساسا تعطيل رسالة المسجد يدفع بالإقبال نحو دعاة الرصيف الذي ينتج عنه انتشار الرجعية المنغلقة والتطرف البغيض، ذاك الذي يؤدي إلى تعرض الأمة للمسخ والاستيلاب على حد تعبير الشيخ المكي الناصري رحمه الله. ولئن كان قد أكدنا أن مساجدنا تمثل قاعدة للذود عن ثوابثنا وفضاء لنشر الوسطية والاعتدال والاحتفاء بتراثنا الفقهي وترسيخ الطاعة لأولي الأمر فإنه ينبغي أن نؤكد مجددا أن الدين الذي لا يستقل عن بيوت الله مؤسس رئيس منه تستمد الامامة العامة شرعيتها وأن أي نيل من مكانة هذه المساجد يفتح الباب للاستفهام حول مركزية إمارة المؤمنين في وطن تداس فيه كرامة النواب في الشؤون الدينية وعلى رأسها امامة الصلاة عمود الدين. حقا إن المغرب الحديث أهدر طاقات روحية فاعلة كفيلة بترشيد نهضة الأمة ووصل غدها المأمول بماضيها الجيد . *امام والكاتب العام للرابطة الوطنية لأسرة المساجد بالمغرب [email protected]