في بادرة إنسانية، قام مجموعة من الفنانين المغاربة والأجانب، ضيوف المهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة، بزيارة أطفال الخيرية الإسلامية المتواجدة بضفة بحيرة مارتشيكا المعروفة بالناظور، والتي تضم أزيد من 160 طفلا يعانون ظروفا اجتماعية قاهرة، وذلك على هامش فعاليات الدورة السادسة من "ذاكرة مياه المحيط". وفِي مشهد مؤثر يغلب عليه طابع الأسى والحزن، تفاعل فنانو الفن السابع مع الأطفال المتخلى عنهم واليتامى، والذين دفعتهم ظروف أسرهم القاهرة للاستقرار بالجمعية الإسلامية بهدف استكمال تعليمهم في ظروف سليمة وآمنة. وخلال اللقاء تعرف الفنانون على الأطفال الظاهرة على محياهم ملامح الحزن والهم، كما حاولوا إدخال الفرح على قبلهم من خلال تقديم فقرات ترفيهية راقصة وترديد أغان خاصة بالأطفال؛ فيما اختار البعض الآخر التعرف على قصصهم المحزنة والظروف التي دفعت بهؤلاء الملائكة إلى الابتعاد عن ذويهم واتخاذ جمعية خيرية مهربا من الشقاء والشدة. ومن بين اللحظات المؤثرة وجود طفل يتيم مصاب بتعفن وانتفاخ على مستوى ساقه، منعه من التواجد في اللحظات القليلة التي جمعت فناني الشاشة بباقي الأطفال، قبل أن تتدخل الفنانة سكينة درابيل وتكتشف أنه يعاني من مرض تسبب له في تورم ساقه بشكل خطير، وتطلب من مدير الخيرية عرضه على طبيب في أقرب وقت. واختلفت قصص الأطفال داخل المؤسسة الخيرية الحاضنة لهم وتعددت مواهبهم، إذ أبهرت طفلة لا يتعدى عمرها 14 عاما الحضور بتأديتها مقطوعات موسيقية باللغة الهندية بطريقة احترافية، ما جعل الحاضرين يتأثرون، إلى درجة أن الدموع غالبتهم حزنا على قصتها المأساوية وإحساسها المرهف. واستحسن هذه الزيارة، التي تقام لأول مرة بهذا الكم من الفنانين المتطوعين، المشاركون فيها من ضيوف فعاليات النسخة السادسة من المهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة، وبينهم عبد السلام بوطيب، مدير المهرجان، وفاطمة تحيحيت، وسكينة درابيل، ومنال صديقي، وأمين ناسور، وعبد الحق الزروالي، وفريد الركراكي، وبشرى اهريش، وكمال كاظيمي، ووفاء ميراس، وسعيد المرسي، وفنانون إسبان وهنود وغيرهم من الجنسيات التي تؤثث فعاليات مهرجان الناظور.