افتتح رئيس جمهورية غينيا ورئيس الاتحاد الإفريقي، ألفا كوندي، مساء اليوم الأربعاء بمدينة طنجة، الدورة العاشرة للمنتدى الدولي "ميدايز"، الذي ينظمه معهد "أماديوس" بين 8 و11 نونبر الجاري، تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس. وقال إبراهيم الفاسي الفهري، رئيس معهد "أماديوس"، في كلمة ترحيبية بضيف "المغرب الكبير"، إن ألفا كوندي لديه قدرات هائلة على ملامسة المشاكل، التي تتخبط فيها القارة السمراء، من قبيل التحديات الأمنية والتغييرات المناخية والهجرة وتشخيص مواضيع الاندماج واقتراح الحلول المناسبة. وأشار نجل المستشار الملكي الطيب الفاسي الفهري إلى أن الدورة العاشرة لهذه السنة تأتي قبل أسبوعين من انعقاد القمة الخامسة بين القادة الأفارقة والأوروبيين، المقررة نهاية شهر نونبر الجاري في أبيدجان بالكوت ديفوار، والتي ستخصص حيزا كبيرا لتسليط الضوء على قضايا الشباب. وبحفارة كبيرة ووسط تصفيق الحضور، تحدث إبراهيم الفاسي الفهري عن تضحيات ألفا كوندي عندما كان طالبا قبل وصوله إلى رئاسة الدولة الغينية، بعد أن استطاع أن يحقق التجديد السياسي لبلاده، من خلال العمل على توطيد الانتقال الديمقراطي، ووصفه ب"المنظر" و"الأب الروحي" لدورة "ميدايز" للسنة الجارية. من جهته، تحدث ألفا كوندي عن العلاقات المتطورة التي تجمع غينيا بالمملكة المغربية، والتي تعود إلى عهد الملك الراحل الحسن الثاني، ووجه كلمة شكر وتقدير إلى الملك محمد السادس على حفاوة الاستقبال الذي وجده في مسقط رأس الرحالة الشهير ابن بطوطة. ويرى الزعيم الإفريقي أن الفرص لا تزال موجودة أمام القادة من أجل التغلب على التحديات وتحقيق السلام والاستقرار وحل النزاعات التي تشهدها عدد من دول القارة، ولفت الانتباه إلى أن رئاسة الاتحاد الإفريقي تحاول جاهدة أن تجد حلولا لكي تكون إفريقيا أكثر تقدما، غير أنه شدد على أن "الكفاح لا يمكنه إلا أن يكون من داخل القارة وليس من خارجها وانتظار تدخلات الغرب". ودعا ضيف "ميدايز" إلى إعادة النظر في النماذج الاقتصادية الموجودة في القارة الإفريقية، خصوصا في ظل تأكيد تقارير البنك الدولي وصندوق النقد الدولي على أن عددا من المشاكل لا تزال تهدد المنطقة، وحذر من ارتفاع الدين الإفريقي، الذي وصل مستويات قياسية بنسبة 40 في المائة. وفي رسائل إلى حكام إفريقيا، أوضح كوندي أن صناع القرار عوض أن يفكروا في الثروات التي راكموها عليهم أن يفكروا في ما تركوا للشباب من فرص، وخلص إلى أن إفريقيا ستكون أكثر غنى من أوروبا في حالة وجود عملة إفريقية موحدة على غرار العملة الأوروبية، في إشارة منه إلى ضرورة توحيد العملة الإفريقية لتقوية اقتصادات القارة السمراء. هذا، ويشارك في ملتقى "ميدايز" الدولي، الذي بات محطة سنوية حسب المنظمين، أكثر من 3000 مشارك و150 متدخلا من مسؤولين وشخصيات سياسية نشيطة ضمن النقاشات السياسية بإفريقيا وأوروبا، من بينهم على الخصوص الرئيس المالي السابق، ديونكوندا تراوري، ونائب رئيس الغابون، بيير كلافير ماغانغا موسافو، ورئيس الوزراء المالي السابق، الشيخ موديبو ديارا، والوزير الأول السابق بإفريقيا الوسطى، مارتان زيغيلي، والأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، عمرو موسى. كما سيشارك كل من وزير الميزانية والوظيفة العمومية البلجيكي، أندري فلاهو، والوزير الأول الروماني السابق، داسيان سيولوس، والوزيرة الأولى السلوفاكية السابقة، إيفيتا راديكوفا، ووزيرة الشؤون الأوروبية بجورجيا، مريم راكفياشفيلي، والوزير الأول السابق لليبيا، محمود جبريل، ووزير الخارجية السابق للسينغال، مانكو ندياي، ووزيرة الصحة السابقة لكوت ديفوار، تيريز نديري يومان، والوزير الأول السابق لإيرلندا، بيرتي أهيرن، والوزير الأول السابق للتشيك، سيريل سفوبودا.