لامست أثمنة زيت الزيتون مستويات قياسية في تاريخ المغرب، حيث بلغت الأسعار بالجملة في مناطق الشياظمة والصويرة وحاحا 70 درهما للتر الواحد. وقال امبارك لشكر، أحد منتجي زيت الزيتون بمنطقة حاحا بإقليم الصويرة، إن الأسعار التي تباع بها زيت الزيتون بلغت مستويات غير مسبوقة، نتيجة تضافر مجموعة من العوامل المرتبطة بقلة محصول الزيتون نتيجة الجفاف الذي ضرب مجموعة من المناطق منذ شهر مارس الماضي. وأضاف لشكر، في تصريح لهسبريس، أن قلة الإنتاج في هذا الموسم الفلاحي دفعت المزارعين إلى رفع أسعار زيت الزيتون، التي تراوحت بين 60 و65 درهما في مناطق مثل بني ملال، و70 درهما في المناطق التابعة للشياظمة. وذكر منتجون من مناطق آيت أورير بإقليم الحوز أن زيت الزيتون، الذي تم إنتاجه قبل سنة واحدة أو سنتين، استقرت أسعاره في 50 درهما للتر الواحد، بينما ارتفعت أسعار المنتوج الجديد إلى 66 درهما. وأكد المنتجون أن الوسطاء والمضاربين، المتخصصين في تصدير هذا المنتوج إلى أوربا، سارعوا إلى اقتناء الزيتون الخام، وهو ما تسبب في نقص حاد بالسوق، وبالتالي رفع الأسعار بشكل صاروخي. يشار إلى أن الصادرات المغربية من زيت الزيتون نحو أوربا قفزت إلى مستويات غير مسبوقة خلال السنوات الثلاث الأخيرة، إذ بلغت ما يناهز 49 ألف طن، بقيمة إجمالية قاربت 1.2 مليون طن من زيت الزيتون المكرر والخام. وقامت الشركات الأوربية، وخاصة الإسبانية، باستيراد ما يناهز 23 ألف طن من زيت الزيتون المغربي سنة 2015، بقيمة 654 مليون درهم، لترتفع الصادرات المغربية إلى ما يقارب 25 ألف طن، بقيمة 490 مليون درهم خلال الفترة المتراوحة بين يناير 2016 ويونيو 2017. وارتفعت صادرات المغرب من الزيوت النباتية المعالجة والخام إلى مستويات كبيرة خلال السنوات الثلاث الأخيرة، إذ بلغت الكميات الإجمالية، التي استوردتها الشركات الأوربية بشكل عام والإسبانية بشكل خاص، ما يربو على 3500 طن، بقيمة قاربت 640 مليون درهم.