خيم التوتر منذ البداية على جلسة محاكمة معتقلي "حراك الريف"، اليوم الثلاثاء داخل القاعة رقم 7 بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، على إثر "رفض المتهمين الامتثال للمحكمة" بتعبير علي الطرشي، رئيس الجلسة. وبينما شرع الرئيس في المناداة على أسماء المتهمين، البالغ عددهم 55 بعد ضم الملفات الثلاث، انتفض الصحافي حميد المهداوي، المتابع في القضية، قائلا: "لا يمكنني الجلوس في القفص والفساد يرقص". وأضاف الصحافي نفسه: "السجن أحب إليّ مما يدعونني إليه، والملك يعتبرني شريكا في الديمقراطية، والتاريخ سيحاكم مهندسي هذه الجريمة ضد الوطن"، وفق تعبيره. المهداوي، المتابع بتهمة "عدم التبليغ عن المساس بأمن الدولة"، زاد: "الإهانة لا، هذا قفص بوحمارة واكديم ازيك وأنا لم أخن الوطن، رغم أنهم منحوني مالا لخيانته ولم أفعل ذلك، وأنا مستعد للموت من أجله". وعرفت أطوار هذه الجلسة امتناع المتهمين في ملف "حراك الريف" عن الوقوف داخل القفص الزجاجي وتأكيد حضورهم بعد المناداة عليهم من طرف رئيس الجلسة، وهو ما اعتبره هذا الأخير "عدم امتثال لقرارات المحكمة". غير أن دفاع المتهمين، الذي بدا غير منسجم، اعتبر على لسان محمد أغناج أن "محمد جلول مُنِع من طرف الشرطة من الامتثال بعد المناداة عليه من طرف الهيئة، والمتهمون اعتبروا ذلك مخالفا للقانون وامتنعوا عن الامتثال"، مطالبا بضرورة مثولهم أمام المحكمة وليس الإبقاء عليهم في قفص زجاجي. وعاد "أيقونة حراك الريف" ناصر الزفزافي ليقود من داخل المحكمة "حراكا جديدا"؛ إذ ظل يصرخ: "أطلقوا سراح الوطن وارفعوا حصاركم، فلتتحملوا مسؤوليتكم التاريخية، عاش الريف، عاش الوطن، حرية.. كرامة.. عدالة اجتماعية"، وهو ما جعل القاعة وباقي المتهمين يرددون هذه الشعارات. وبالرغم من رفع الجلسة للتنسيق بين هيئة الدفاع لمدة عشر دقائق من أجل إزالة سوء الفهم، وعودتها إلى الالتئام من جديد، رفض مجددا المتهمون الامتثال لقرار المحكمة، ورد الزفزافي على رئيس الجلسة قائلا: "نعتبر أنفسنا خارج الجلسة، وتهمتنا الوحيد أننا ريفيون"، بتعبيره. وأمام هذا الوضع اضطر القاضي علي الطرشي إلى إصدار أوامره بطرد "أيقونة الحراك"، غير أن ناصر الزفزافي استمر رفقة باقي المتهمين في رفع الشعارات داخل القفص الزجاجي، مرددين: "نقسم بالله ألا نخون، ألا نساوم"، ليغادروا القاعة احتجاجا على عدم السماح لهم بالمثول أمام رئيس الجلسة. جدير بالذكر أن هذه أول جلسة تعقد بعد ضم ملف كل من "مجموعة نبيل أحمجيق" و"مجموعة ناصر الزفزافي"، وأيضا ملف متابعة الصحافي حميد المهداوي.