كان الغائب الأبرز على منصة التتويج لتعليق الذهب على صدره، ليلة السبت، رغم أنه كان اللاعب المخطط، والمنفذ لخطف "الأميرة السمراء" واحتجازها ببنجلون بعد ربع قرن من الانتظار. عَبد الطريق لرفاق إبراهيم النقاش طيلة مراحل دوري الأبطال، ليلصق بالوداد صفة البطولة، فكان له أن يكون مناصراً لسيد إفريقيا.. هو جمهور "الحمرا" الذي نثر سحره على عدسات العالم في ليلة النهائي الحلم. جمهور الوداد الذي انتزع اعتراف كل الأطياف بفضله على الفريق في الوصول إلى "بوديوم" العصبة، كانت عبارة "بالجمهور غايْدِّيوْ الكاس.." لصيقة بكل من تسرب له الشك لحظةً في قدرة مجموعة الحسين عموتة في الإطاحة بالأهلي المصري في النهائي، فبات المتتبعون يضربون لل"فدائيون" ألف حساب، قبل حتى أن يفكروا في سُبل الحد من خطورة بنشرقي أو كسر انسلالات الحداد.. هكذا كان حال الأهلي الذي اشتكى وخطط لإخراس صوت "الكورفا نورد" قبل انطلاق المواجهة بأيام. ولم تكتف الجماهير الودادية بسبل التشجيع التقليدية للدفع بفريقها نحو التتويج، فعقل "الوينيري" لم يتوقف عن التفكير ولو لثانية في طرق قد تساعد رجال عموتة في تحقيق حلم العصبة. فكان لا بد من مضاعفة الطقوس الإكثار من التعاويذ؛ فإلى جانب "AMIIIGO" المرعبة وبَرَكة "دموع المّيمَات" وضباب "الفلام" الذي اجتاز "باراجات" الأمن، ارتأى عشاق "الحمرا" تكبد عناء التنقل إلى مقر إقامة بعثة الأهلي في ساعات متأخرة من ليلة المباراة، لإحداث ضجة وجلبة بهدف تشتيت تركيز لاعبي الخصم.. والانتقام للوداد من إقامة حفل عرس في فندق إقامتهم بالإسكندرية قبل أيام، ليلة مباراة الذهاب. الدور الحاسم للجمهور لاحت بوادره أيضاً عندما استنفذت تذاكر النهائي ساعات فقط من طرحها للبيع، فكانت صور "ألفيات" الأنصار في محيط "دونور" الأربعاء الماضي، جرعات رعب في ذهنية المصريين، كيف لا وتفاصيل مبيتهم في العراء لنيل تذكرة صنع التاريخ تناقلتها صحافتهم قبل صحافتنا.. ذلك الفتى الجامع للكرات، في الجهة المقابلة للمنصة الرسمية، استحق بدوره ميداليةً في حفل التسليم إلى جانب عبد العظيم خضروف والآخرون، عندما "أتلف" أعصاب الأهلاويين" بسلاحهم "الاستفزازي"، فكان يسارع للإلقاء بأكثر من كرة إلى المستطيل الأخضر كلما سنحت الفرصة عندما تخرج الكرة من الميدان، من أجل إضاعة الوقت بما أن النتيجة كانت لصالح "الأحمر".. "كل حكاية عندها بداية.. آمور الحمراء ما عندو نهاية".. هكذا هو الموضوع باختصار. * لمزيد من أخبار الرياضة والرياضيين زوروا Hesport.Com