نزل خبر غيابه عن إياب نهائي دوري الأبطال كقطعة ثلج على مكونات الفريق.. بعد قلق وترقب، جاءت صورة له والجبيرة تغطي قدمه اليمنى، لتعلن تعذر مشاركته في موقعا "دونور"، فخلق الخبر "بوليميك" واسع، خصوصاً في الصحافة المصرية وفي أوساط نادي الأهلي، فسره الدور الكبير الذي يلعبه محمد أوناجم تحريك الآلة الهجومية للوداد البيضاوي، محلياً وقارياً. أوناجم، "دينامو" الخط الأمامي، والجناح الذي أزعج دفاعات الخصوم بصنعه الخطورة من أبسط الفرص؛ بثنائياته مع اسماعيل الحداد، كان له الدور الكبير في إيصال الوداد البيضاوي إلى المحطة النهائية من منافسات العصبة، درجة الدفع بحسين عموتة، الموجود دائماً في منأى عن الخرجات الإعلامية المثيرة، للتشكيك في تصريح مصور ل"هسبورت"، في تعمد لاعبي الأهلي إصابة "المدللة الأحمر"، لاتقاء شر خطورته في 160 دقيقة الأخيرة من العصبة. فتى مدينة الراشيدية (25 سنة) الذي عانى كثيراً، فصبر ثم نال.. نال فرصة ارتداء قميص فريق على بعد أسابيع فقط من "العالمية"، فكان له خير حامل، فأوناجم الذي حلم بالتتويج مع الوداد ب"الأميرة السمراء"، هندس لصعود رفاقه إلى "البوديوم"، عندما مرر كرة الهدف في مباراة الذهاب أمام الأهلي في الإسكندرية، نهاية الأسبوع الماضي، وهو مكسور القدم، فأبى أن يغادر أرضية الميدان قبل أن ينجز نصيبه من المهمة! أوناجم، مرادف الانضباط في مجموعة الوداد، صبر لصقيع دكة البدلاء، وقنع باعتباره "جوكر" في أيادي المدربين الذين تعاقبوا على الإشراف عليه، ذلك أنه آمن بأن الرسمية آتية لا محالة، وأن اليوم الذي سيخلق فيه غيابه مشكلاً كبيراً لمكونات الوداد قريب، فآثر الابتعاد عن الفكر النقابي والتركيز على أن يطور مستواه ليكون في حجم الانتظارات، ومستعداً للزج به عند الأزمات. ولم يقصر أوناجم الذي بدأ مشواره مع شباب أطلس خنيفرة، هناك حيث انتفض من 2010 حتى 2015 وقدم نفسه في طابق أسال لعاب الأندية الوطنية، قبل أن تظفر بخدماته الوداد، (لم يقصر) في تقديم كل ما في جعبته طيلة المباريات التي خاضها مع الفريق، و"خثر" كروياً خاصةً مع ثاني مشاركة له مع"الأحمر" في منافسات "العصبة"، فبات أكثر فاعلية على مستوى الأروقة، الشيء الذي آرق بال الخصوم، آخرهم الأهلي. مجهودات أوناجم في مختلف الأدوار في المحفل القاري لم تذهب سدى، ورغم غيابه عن موقعة "دونور"، إلا أن رفاقه قاموا بالواجب، ومنعوا مبارحة "الأميرة السمراء" مكانها، فتحققت أحلامه بالتتويج قارياً مع ناديه، وضرب موعد مع العالمية بعد أسابيع، فكان مروره ب"ديفيلي" الأبطال، مميزاً كمسارح العصامي، وهو يراقص عكازه فرحاً بلقب غاب عن خزينة النادي منذ عام مولده!