يطالب سياسيون بجانب مؤسسات ومنظمات في إسرائيل حكومة تل أبيب بالتفاوض مع حركة "حماس" ومسلحي المقاومة الفلسطينية الموجودة في قطاع غزة لمبادلة جثامين 5 مسلحين فلسطينيين بجثتي جنديين اسرائيليين، ومدنيين إسرائيليين يعيشان تحت الأسر. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في بيان رسمي، "سنعيد أبناءنا إلى بيوتهم ولن نعطي هدايا مجانية"، وفق تعبيره، وهو ما يمكن تفسيره كإشارة إلى أن إسرائيل لن تعيد جثث الفلسطينيين قبل استرداد جثامين جنودها. ويشير نتنياهو إلى أن الجنديين الإسرائيليين المقتولين خلال عملية "الجرف الصامد" في قطاع غزة، عام 2014 ، وهما "هدار غولدن" و"أورون شاؤول"، جثتهما في حوزة حركة المقاومة الإسلامية، المشتهرة اختصارا ب"حماس"، منذ ذلك الحين. عائلتا الجنديين المقتولين أعلنتا أنهما ستلجآن إلى المحكمة العليا العبرية لمواجهة "حالة الاستسلام التي توجد عليها الحكومة الإسرائيلية أمام حماس"، إذ تعتقدان أن "الحكومة الإسرائيلية لا تفعل ما يكفي لاستعادة الجثمانين". ولإسرائيل تاريخ طويل من تبادل الجثامين والسجناء مع الجانب الفلسطيني، وتتعلق آخر هذه العمليات بالجندي "جلعاد شاليط"، الذي أسرته "حماس" خمس سنوات، إلى أن تمت مبادلته عام 2011 ب1027 أسيرا فلسطينيا كانوا في قبضة الصهاينة. وقال رئيس جهاز "شاباك" الأسبق، النائب عن "الليكود" آفي ديختر، ضمن تصريح اليوم الاثنين، إن "إسرائيل يجب أن تستغل جثث الإسلاميين كورقة مساومة"، حسب ما نقلته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل". وقام الجيش الإسرائيلى، خلال الأسبوع الماضى، بتفجير نفق حفرته جماعة "الجهاد الإسلامي" أسفل الحدود بين قطاع غزة والأراضي التي تحتلها إسرائيل؛ وقد لقي 17 شخصا مصرعهم بسبب ذلك، 15 منهم ينتمون إلى الجهاد الإسلامي واثنان من حماس. وقد أعلنت القوات العسكرية الصهيونية، أمس الأحد، أنها سحبت جثث 5 فلسطينيين سقطوا بالقرب من الأراضي التي تمارس عليها إسرائيل سيادتها بينما قدم المركز القانوني للأقليات العربية في إسرائيل، الحامل اسم "عدالة"، ومركز "ميزان، لحقوق الإنسان، في غزة اليوم، التماسا إلى المحكمة العليا الإسرائيلية للمطالبة بتسليم الجثث إلى الجانب الفلسطيني. المتحدث العسكري الإسرائيلي، جوناثان كونريكوس، قال في تصريح لوكالة الأنباء الإسبانية "إفي" إن المنتمين إلى "الجهاد الإسلامي "كانوا يريدون مهاجمة الإسرائيليين، وأضاف: "قمنا بتدمير النفق لأنه مثل تهديدا وشيكا، وعلى الرغم من أننا لا نتوقع أو ننوي شن حرب متصاعدة، إلا أننا مستعدون إذا ما حدث ذلك". جدير بالذكر أن ،أن إسرائيل بادلت على مدار تاريخها، نحو سبعة آلاف أسير فلسطيني كانوا في معتقلاتها مقابل 19 إسرائيليا على قيد الحياة و8 جثث، وذلك ضمن عمليات جمعتها بالفصائل الفلسطينية المختلفة.