امتلأ الفضاء المجاور لمقهى "لاكريم" بالحي الشتوي في مراكش عن آخره، رجال أمن وسيارات إسعاف وأناس يحاولون التقاط كلمات لفهم ما يجري؛ فالحادث غريب، شخصان قدما على متن دراجة نارية أطلق أحدهما النار، فأردى شابا قتيلا وسط دهشة الحاضرين وخوف رواد المقهى. يروي شاهد عيان ممن كانوا بالقرب من محكمة الاستئناف المقابلة للمقهى تفاصيل الحادث قائلا: "أثارني صوت دارجة نارية كبرى أتت مسرعة من عند نافورة البردعي في اتجاه المقهى، فالتفت لألقي نظرة عليها"، مواصلا: "كانت دراجة كبيرة من نوع "ياماها تي ماكس"، يمتطيها شخصان اثنان؛ السائق يضع خوذة كبيرة، والشخص المرافق له يضع قناعا أسود اللون". ويواصل المتحدث حكيه لتفاصيل الواقعة مضيفا: "اقتربت الدراجة من أمام الرصيف، فنزل الشخص الذي يضع القناع.. اقترب قليلا من بوابة المقهى الموجودة على الرصيف، أخرج سلاحه وبسرعة شرع في إطلاق النار دون أن يعطي للحاضرين فرصة استيعاب ما يحدث". الشاهد، الذي تمت عملية القتل أمام عينيه نظرا لكون الأشخاص المستهدفين كانوا يجلسون على طاولة مطلة على الشارع، يقول: "أطلق الملثم أربع رصاصات؛ الأولى أصابت فتاة على مستوى الجنب، والثانية في فخذ شاب كان رفقتها، وثالثة أطلقت في الهواء، فيما الرابعة صوبت مباشرة على رأس أحد الشباب الجالسين إلى الطاولة نفسها". كلام شاهد العيان يؤكده شخص ثان كان يجلس في المقهى نفسها، معتبرا أن القاتل كان "يعرف هدفه وأتاه مباشرة دون أن يحاول إخافة آخرين"، لافتا إلى فرضية أن يكون ما حدث مرتبط بحادث إرهابي، ومشددا على أن الأمر بدا بأنه "تصفية حسابات". ويواصل الشاهد في حديثه مع هسبريس: "لم يكن المقهى ممتلئا بل كانت فقط حوالي سبع طاولات هي المملوءة؛ من بينها طاولة يجلس فيها القتيل رفقة فتاة وفتى آخريْن". ويسرد واقع الحادث مضيفا: "حالما كنت أهم بمغادرة المقهى أثارني منظر الشاب الذي ينزل من على الدراجة بما يضعه على وجهه فإذا بالمشهد يزداد غرابة حالما سحب مسدسه وبدأ في قتل الناس". من جهتها أفادت السلطات المحلية لولاية جهة مراكش – آسفي، أن شخصا تعرض مساء اليوم، على الساعة السابعة وخمسة وأربعين دقيقة، بأحد المقاهي المتواجدة بالحي الشتوي بمراكش، لإطلاق نار مباشر على مستوى الرأس من طرف شخصين ملثمين كانا يمتطيان دراجة نارية، مما أدى إلى مصرعه في الحين، كما أصيب شخصان آخران من رواد المقهى بشظايا أعيرة نارية نتج عنها إصابتهما بجروح نقلا على إثرها إلى المستشفى الجامعي بمراكش لتلقي الإسعافات الضرورية. وأوضح المصدر أن التحريات الأولية تشير إلى أن الشخص المتوفى كان مستهدفا، مما يرجح فرضية تصفية حسابات شخصية، بينما تم فتح بحث من طرف المصالح الأمنية تحت إشراف النيابة العامة المختصة، كما تم تكثيف الأبحاث والتحريات لإيقاف المعتديين اللذين لاذا بالفرار. وفي وقت سابق علمت جريدة هسبريس الإلكترونية بأن الشاب الذي توفي مساء اليوم داخل مقهى "لاكريم" بمراكش، يدعى "حمزة. ش" (26 سنة)؛ وهو نجل الرئيس الأول لمحكمة الاستئناف بمدينة بني ملال. وحسب مصادر الجريدة، فإن الشاب الضحية كان يتابع دراسته في السنة السابعة بكلية الطب في مدينة مراكش؛ بينما الفتاة "فاطمة الزهراء. ك"، التي كانت رفقته، تتابع بدورها الدراسة بالسنة الخامسة في الكلية نفسها. أما الشاب الثالث الذي أصيب على مستوى الرجل، فهو ابن محام شهير ب"عاصمة النخيل"، ويشتغل إطارا في إحدى شركات النظافة الفرنسية بحي كيليز. وجرى، حسب مصادر هسبريس ، نقل الشابة والشاب المصابين على وجه السرعة إلى المشفى، حيث تجاوز الإطار في شركة النظافة مرحلة الخطر، حسب تصريحات أطر طبية.