طالب زهير الشن، السفير الفلسطينيبالرباط، بريطانيا بالاعتذار للشعب الفلسطيني عن الأضرار التي تكبّدها منذ إصدار المملكة المتحدة لوعد بلفور، قبل مائة عام، وقال إن بريطانيا "تتحمل المسؤولية الكاملة، تاريخيا وأخلاقيا، وراء الكارثة التي حلّت بالشعب الفلسطيني منذ إصدار هذا الوعد المشؤوم". وذهب السفير الفلسطيني إلى القول، في كلمة ألقاها في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر حول وعد بلفور، انطلقت فعالياته يوم أمس بالرباط، إن الوعد المذكور "يشكّل وصمة عار على جبين بريطانيا، وعلى جبين المنتظم الدولي"، معتبرا أن وعد بلفور "رسم أوَّل معالم الإرهاب المنظم في العالم". وطالب السفير الفلسطينيبالرباط قادة السلطة الفلسطينية بمراجعة استراتيجية السلام مع إسرائيل، بسبب استهتار هذه الأخيرة بالمجتمع الدولي وبقرارات الأممالمتحدة، واستمرارها في بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة. وبالرغم من استمرار الظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني على يد الاحتلال الإسرائيلي، "فإننا ما زلنا نمد اليد إلى خيار السلام في محاولة لإنجاحه"، يقول السفير الفلسطيني، مشيرا إلى أن الحكومة الفلسطينية تعمل على صياغة قرارات وتقديمها إلى الأممالمتحدة سعيا إلى حل الدولتين وتحقيق السلام لكافة شعوب المنطقة. وفيما توقف السفير الفلسطيني عند حدود مطالبة بريطانيا بالاعتذار للشعب الفلسطيني، طالب محمد شلايدة، نائب المفوض العام للعلاقات العربية والصين في حركة فتح، بريطانيا بتعويض الفلسطينيين عن الأضرار التي لحقتْهم جرّاء الاحتلال الإسرائيلي. وقال شلايدة: "يجب مطالبة بريطانيا بالاعتذار الذي تترتب عنه مسؤوليات قانونية تلُزمها بتعويض الفلسطينيين عن الأضرار التي لحقتهم جراء الانتهاكات الإسرائيلية، والتي تعتبر جريمة في حق الإنسانية"، مضيفا أن "جريمة وعد بلفور التي كانت بريطانيا خلفها، لا تسقط بالتقادم". ويأتي انعقاد مؤتمر الرباط حول فلسطين، بمناسبة مرور مائة عام على إصدار وعد بلفور، ومرور سبعين سنة على تقسيم فلسطين، وخمسين سنة على نكبة عام 67. واعتبر محمد غاشي، نائب رئيس جامعة محمد الخامس، إن وعد بلفور "جسّد أبشع جريمة في حق الشعب الفلسطيني، ببث الحركة الصهيونية على أرضها". وتحل الذكرى المئوية لوعد بلفور في وقت أضحت فيه القضية الفلسطينية مسألة ثانوية في العالم العربي، بسبب الأوضاع المتردية التي تعيشها كثير من هذه البلدان، حسب أمل خيدر، عضو المجلس العلمي للمجلة المغربية للعلوم السياسية والاجتماعية، مشيرا إلى أن انعقاد المؤتمر يأتي للفت انتباه العالم العربي والمنتظم الدولي إلى ضرورة التدخل لإنقاذ الشعب الفلسطيني من مأساته، ومحاربة ازدواجية الخطاب الذي يُتعامل به مع القضية الفلسطينية.