مواجهة ساخنة تلوح في الأفق بين المغرب وخصومه حول قرار مشاركة جبهة البوليساريو من عدمها في القمة الإفريقية الأوروبية التي ستحتضنها عاصمة كوت ديفوار، أبيدجان، يومي 29 و30 نوفمبر المقبل. ومباشرة بعد انتهاء المهلة التي منحها المجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي لكوت ديفوار لإرسال الدعوات الرسمية إلى الدول الإفريقية لحضور القمة التشاركية الخامسة "الاتحاد الإفريقي-الاتحاد الأوروبي"، المحددة لها تاريخ 27 أكتوبر الجاري، أعلنت جبهة "البوليساريو"، في بيان رسمي، أنها توصلت بمذكرة من مفوضية الاتحاد الإفريقي، على ضوء رسالة من جمهورية كوت ديفوار "تدعو جميع الدول الأعضاء دون استثناء الى المشاركة في القمة". وفي الوقت الذي أكد فيه مسؤول إيفواري لمجلة "جون أفريك" أن بلاده لن توجه الدعوة إلى "جمهورية البوليساريو الوهمية"، وقال: "نحن لا نعترف بهذه الدولة وأبلغنا رئيس المفوضية الإفريقية بذلك، ونحن نقوم بتمويل هذا الاجتماع وسنوجه الدعوة إلى من نشاء"، أفاد بيان لما يُسمى بوزارة الإعلام بتنظيم البوليساريو بأن "جمهورية كوت ديفوار ستؤمن مشاركة جميع الدول وتتخذ كافة التدابير الضرورية لإنجاح القمة". في المقابل، قال مصدر دبلوماسي لهسبريس إن حضور "البوليساريو" في القمة الإفريقية الأوروبية "لم يتأكد بعدُ"، واعتبر أن ما تنشره وسائل الإعلام الموالية لخصوم المغرب يأتي في إطار حرب مفتوحة تخوضها الجبهة بعد الهزائم المتتالية التي منيت بها في الآونة الأخيرة، خصوصا بعد عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي. وكان عبد الكريم بنعتيق، الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، قد ترأس، الأسبوع الماضي، الوفدَ المغربي خلال الاجتماع الاستثنائي للمجلس التنفيذي على مستوى وزراء الخارجية، بأديس أبابا بأثيوبيا بالمقر العام للاتحاد الإفريقي، استعدادا للقمة الخامسة للشراكة الإفريقية الأوروبية. وأكد الوفد المغربي على إغناء مشاريع الوثائق المقدمة لهذا الاجتماع، مع الشديد على ضرورة التحضير الجيد "لتكون هذه المحطة نقلة نوعية في علاقات الشراكة بين إفريقيا وأوروبا". ومن المرتقب أن تناقش القمة المذكورة مواضيع الاستثمار في الشباب، وتحديد مجالات معينة للعمل المشترك، وكذا الهجرة والإرهاب والتطرف والسلم والأمن، وحشد الاستثمارات لتنفيذ مشروعات تنموية بالقارة السمراء. ومنذ عودة الرباط إلى الاتحاد الإفريقي، تحولت العديد من المحطات الدولية إلى حرب مفتوحة بين المغرب وخصومه، خصوصا داخل المؤسسات التابعة للتكتل القاري الذي كانت تجد فيه البوليساريو فراغا دبلوماسيا مغربيا يمكنها من الترويج لأطروحتها الانفصالية.