اعتبر عبد الله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، أن اختيار "قافلة السلام الأمريكية" الرسو في محطة المغرب يرنو إلى "نشر رسالة السلام من خلال بناء الثقة والتعاون بين الأديان، تفعيلا لإعلان مراكش التاريخي لحقوق الأقليات الدينية في العالم الإسلامي الصادر في يناير 2016". بوصوف شدد، في كلمة له ضمن المؤتمر المنظم من لدن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بشراكة مع "منتدى السلام في المجتمع الإسلامي" تحت رعاية الملك محمد السادس، على أن مفهوم القافلة في حد ذاته هو رمز للأمن والسلام ومعرفة الآخر معرفة حقيقية مما يزكي الوئام وتحالف الحضارات وتلاقح الثقافات. واعتبر بوصوف أن أشغال هذه القافلة، التي احتضنها المغرب لمدة يومين، وكذا زخم اقتراحات المشاركين فيها من مختلف الديانات السماوية أكدت الانزياح التام عن الانتماءات الخصوصية والالتزام بتحسين صورة الإنسان وبناء مجتمع متعدد متسم باحترام الآخر وتجديد القيم الخصوصية انطلاقا من التبادل والاحتكاك بين الثقافات. وأبرز الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج أن "الأخوة الإيمانية" تجمع جميع المؤمنين بمختلف دياناتهم من أجل البناء المبني على معان إنسانية؛ وهي فكرة الشيخ عبد الله بن بية، رئيس منتدى السلام في المجتمع الإسلامي، من خلال هذه القافلة. وعن اختيار المغرب لأن يكون منطلقا لإعلان مراكش التاريخي لحقوق الأقليات، قال بوصوف إن "المغرب عاش، عبر تاريخه الطويل، هذه الأخوية الإيمانية من خلال تساكن وتجاور المسلمين مع اليهود والمسيحيين، في ظل إمارة المؤمنين". و"من بين مظاهر هذا التعايش الديني والثقافي هو اشتراك اليهود والمسلمين المغاربة في تقدير مجموعة من نفس الصالحين، وكذا حرص المغرب على احترام وحماية حقوق الأقليات الدينية من خلال ترميم المقابر والبيع اليهودية وكذا المحافظة على الكنائس المسيحية بمختلف توجهاتها والتي يتجاوز عددها في المغرب اليوم المائة كنيسة"، يقول الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج. كما أكد عبد الله بوصوف، بهذه المناسبة، على أهمية التعدد الثقافي في تشكيل الهوية المغربية وكذا تعدد الروافد المكونة للشخصية المغربية والتي أوردها دستور 2011، و"على أهمية الرافد اليهودي الذي أغنى الثقافة المغربية وأثر فيها وتأثر بها إلى درجة أننا لا يمكن أن نفهم الشخصية المغربية المسلمة دون أن ندرك بعدها اليهودي، كما لا يمكن فهم الشخصية المغربية اليهودية من دون إدراك بعها المسلم"، يقول بوصوف. وأضاف المتحدث أن "المغاربة يعتزون بالرافد اليهودي وما إعطاء الأسماء اليهودية الأصلية لبعض شوارع وأزقة مدينة مراكش على سبيل المثال سوى تأكيد على تصالحنا مع الذات في تنوعها وتعددها". وفي السياق نفسه أشار الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، أمام وفد من أكبر رجالات الديانات الإبراهيمية في الولاياتالمتحدةالأمريكية والعالم الإسلامي، إلى أن الفضل في استقرار المغرب الروحي يعود بالأساس إلى إمارة المؤمنين "التي تحمي المؤمنين بمختلف طوائفهم"، معتبرا أنها أرقى نظام سياسي يحفظ حرية ممارسة الشعائر الدينية في مختلف المساجد والبيع وحتى الكنائس الموجودة في مختلف المدن المغربية قبل الفترة الكولونيالية بقرون عديدة".