دعا الملك محمد السادس إلى حماية حقوق الأقليات الدينية في البلدان المسلمة، مشددا على رفض المغرب لانتهاك حقوق هذه الأقليات وتمييزهم عن غيرهم من المواطنين. وأشاد الملك في رسالته إلى المؤتمر حول "حقوق الأقليات الدينية في الديار الإسلامية .. الإطار الشرعي والدعوة إلى المبادرة"، الذي افتتح أشغاله صباح اليوم بمدينة مراكش، (أشاد) بواقع الأقليات بالمغرب ودور مؤسسة إمارة المؤمنين في حمايتها. وقالت الرسالة الملكية التي تلاها وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق، "إننا بوصفنا أمير المؤمنين وحامي حمى الملة والدين، نضع على عاتقنا حماية حقوق المسلمين وغير المسلمين على السواء، نحمي حقوقهم كمتدينين بمقتضى المبادئ المرجعية الثابتة التي أشرنا إليها، ونحميهم كمواطنين بمقتضى الدستور، ولا نجد في ذلك فرقا بحسب المقاصد والغايات". وتابعت الرسالة الملكية "وعلى هذا النهج نسير في تمكين المسيحيين المقيمين إقامة قانونية بالمغرب من أداء واجباتهم الدينية بمختلف طوائفهم وكنائسهم المتعددة. كما نعمل على تمتيع المغاربة اليهود بالحقوق نفسها المخولة للمسلمين بالدستور فهم ينخرطون في الأحزاب، ويشاركون في الانتخابات، ويؤسسون الجمعيات ويقومون بأدوار مشهودة في النشاط الاقتصادي، فلهم وجود في الاستشارة والسفارة لجلالتنا، ولهم داخل مجتمعنا مشاعر عميقة مشتركة ما يزال يحملها حتى أبناء الجيل الثاني من اليهود الذين هاجروا إلى مختلف بلدان العالم". وأكد الملك في الرسالة نفسها أنه لا يوجد مبرر لهضم أي حق من حقوق الأقليات الدينية، معبرا عن رفضه أن يقع ذلك باسم الإسلام، وأن هذا الرفض نابع من الفهم الصحيح لمبادئ الدين، ومستلهم من "تراثنا الحضاري وتاريخ هذه المملكة العريقة في التعامل النبيل بين المسلمين وبين غيرهم من أتباع الديانات". وتابعت الرسالة "لقد عرف تاريخ المغرب نموذجا حضاريا متميزا في مجال تساكن وتفاعل المسلمين مع أهل الديانات الأخرى ولاسيما اليهود والنصارى. ومن العهود المشرقة في تاريخ هذا التساكن ما أسفر عنه الالتقاء على صعيد بناء الحضارة المغربية الأندلسية، حيث ازدهرت بين مختلف الطوائف التجارات والصناعات والفنون وتبادل ثمرات الحكمة والفلسفة والعلوم".