قال عبد الله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، إن الخطاب الملكي ل20 غشت 2016 لقي صدى كبيرا في مختلف الأوساط العالمية الفكرية والسياسية والثقافية والفنية، "عندما صرح بعبارة واضحة لا غبار عليها بأن ما يقع اليوم من عمليات إرهابية لا تمت للإسلام بصلة، وأن ما يعتبر جهادا ليس بجهاد". وأورد بوصوف أن من بين الحلول التي اقترحها الملك محمد السادس بصفته أميرا للمؤمنين "هي أن أوصى منتسبي مختلف الديانات من اليهود والمسيحيين والمسلمين بأن يشتركوا في حماية الحضارة الإنسانية وبنائها وضمان استمرارها". وشدد بوصوف، خلال مشاركته في أعمال ملتقى "بناء الثقة والتعاون بين الأديان"، الذي ينظمه منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، في إطار الزيارة الأولى لأول قافلة سلام متعددة الأديان تحت عنوان "القافلة الأمريكية للسلام: نشر رسالة السلام من خلال بناء الثقة والتعاون بين الأديان تفعيلا لإعلان مراكش التاريخي"، بأبوظبي بالإمارات العربية المتحدة، بحضور مسؤولين ورجال دين من مختلف الأديان، على أنه "لا يمكن لهذا العالم أن يستمر إلا إذا كنا مجتمعين يهودا ومسيحيين ومسلمين". وأضاف الأمين العام ل"CCME" أن "الأخطار المحدقة بنا كبيرة، بداية بالتغيرات المناخية ووصولا إلى الحروب والإرهاب"، داعيا الأديان السماوية إلى تشكيل جبهة موحدة من أجل مواجهة كل الأخطار المحدقة بالإنسان. وأكد الأمين العالم لمجلس الجالية المغربية بالخارج أن الهجرة تمثل عنصرا أساسيا في التعارف والحوار والتلاقي وتحقيق البناء المشترك، وزاد: "هي بذلك قيمة مضافة للإنسانية اليوم، وبفضلها تعرفنا على الآخرين وعرفنا أنفسنا للآخرين وتعرف علينا الآخر". وشدد عبد الله بوصوف على منجزات قدماء الرحالة المغاربة؛ مثل "ابن بطوطة الذي نقل معارف عن الصين، كان العالم يجهلها في ذلك الوقت، إضافة إلى دوره في نقل معارف عن الكنيسة القبطية وعن شعائر الأقباط إلى المغرب، والحسن بن محمد الوزان الذي درس اللغة العربية في الفاتكان، إضافة إلى مختلف الرحالة المغاربة الذين كانوا يفدون على بيت المقدس وعلى مكةالمكرمة والمدينة المنورة من أجل أداء شعائر دينهم الحنيف، ولكن كانوا يستغلون الفرص للالتقاء مع الثقافات ومع الأديان الأخرى". بن بية يدعو إلى زيارة المغرب الشيخ عبد الله بن بية، رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، استحضر في مداخلة له مضامين إعلان مراكش "الذي كان بمثابة دعوة للتعايش بين الأديان والثقافات"، معتبرا أنه يؤسس لمرحلة جديدة من الفهم العميق للاستفادة من تراث الماضي لبناء تعايش في الحاضر وفي المستقبل، كما "يمهد الطريق لرجال الدين للبحث في نصوصهم الدينية وفي تاريخهم وتراثهم ليجدوا أساسا وينبوعا للتسامح والتعايش". وفي الإطار نفسه دعا بن بية المشاركين في هذه القافلة بعد المقام في الإمارات العربية المتحدة إلى أن تكون رحلتهم القادمة إلى المملكة المغربية، وزاد: "ليكون موعدنا بعد ذلك في واشنطن لإظهار تضامننا وتوسيع دائرة هذه القافلة لتتحول إلى حلف جديد للوئام والسلام والتسامح بين الأديان".