تحل الذكرى الأولى لمقتل سماك الحسيمة محسن فكري، شهيد "لقمة العيش"، الذي لقي حتفه بعد أن اعتصرته آلة طحن بشاحنة لجمع النفايات؛ وهو ما خلّف موجة احتجاجات وتعاطفا بعدد من المدن المغربية، واندلعت على إثره احتجاجات "حراك الريف" انطلاقا من الحسيمة. هسبريس تنفرد بلقاء مع عماد فكري، شقيق شهيد "لقمة العيش" محسن فكري؛ وهي أولى خرجاته الإعلامية، بعد مرور سنة على وفاة أخيه "السماك". يقول فكري: "بعد أن أتى عندنا محمد حصاد، وزير الداخلية سابقا، قال لنا إنه سوف يكون تحقيق نزيه ومعمق وشفاف، إلا أنه بعد الحكم الابتدائي تفاجأنا بين الصدمة والمتوقع، حيث لم يتم إحضار كل المتهمين المتورطين في مقتل أخي محسن، لم يتم إحضارهم إلى المحكمة بل كانوا جزءا فقط من الحقيقة.. ويردف "بعد استئنافنا تفاجأنا كذلك ببقاء الحكم كما هو عليه"، قبل أن يضيف بحسرة وألم: "أعتبر أن الدولة لم تفِ بوعدها، خصوصا في حقنا كعائلة المرحوم محسن فكري". وبخصوص احتجاجات حراك الريف التي اندلعت بعد وفاة السماك محسن فكري والتي مرت عليها سنة، يقول عماد فكري: "مطالب ساكنة الريف كانت وما زالت مشروعة، باعتبارها مطالب اجتماعية واقتصادية"، مستطردا: "كان من الضروري الجلوس على طاولة الحوار بين المسؤولين وقادة الحراك، مع ضرورة الجدية من لدن الدولة؛ لأن سبب عدم جلوس النشطاء مع المسؤولين يرجع إلى تخوفات من الوعود الكاذبة"، يقول عماد فكري. وفيما يتعلق بالاعتقالات التي طالت نشطاء "حراك الريف"، يقول شقيق محسن فكري إن "الاعتقالات لم تشمل فقط النشطاء بل طالت جميع أبناء الحسيمة ممن لا علاقة لهم بالاحتجاجات والحراك"، موضحا "كانت هناك تصفية حسابات شخصية بين الأمن وبعض من الساكنة، قبل أن يزج بهم في السجن، زيادة على كلمة الانفصال التي أعتبرها نوعا من "التخربيق" ولا أساس لها من الصحة.. واستطرد قائلا "الساكنة خرجت للاحتجاجات على أساس أن لديها أملا في تنمية المنطقة وفي تشغيل الشباب، خصوصا أن نسبة البطالة جد مرتفعة بالحسيمة، لا معامل، ولا شركات، إلى درجة أن أغلب الشباب أصبح طامعا في الهجرة إلى أوروبا". وأضاف عماد فكري، حديثه لهسبريس، أن "الحل الأنسب للخروج من وضعية الاحتقان الحالية هو إطلاق سراح كافة المعتقلين"، مردفا: "لا ننكر.. فعلا، كانت هناك اختلالات من الدولة ومن الشعب.. إذن، ما دمتم لا تحاسبون السلطات المتورطة والقوات العمومية في أحداث احتجاجات الحسيمة نفس الشيء ينبغي أن يطبق على أبناء الشعب". وبخصوص ذكرى وفاة شهيد "سماك الحسيمة" محسن فكري، التي تتزامن مع يوم 28 أكتوبر من الشهر الجاري، والتي دعا إليها عدد من النشطاء وكذلك "اللجنة الوطنية لدعم حراك الريف ومطالبه العادلة"، يقول عماد: "أنا سأخرج رفقة إخوتي وبعض النساء من عائلتي إلى المكان الذي توفي به أخي، ليس تخليدا لذكرى وفاة أخي أو احتفالا بعيد وفاته؛ لأن في السنة لا يجوز ذلك، بل من أجل أن نبلغ رسالة إلى المسؤولين مفادها أن الدولة لا بد أن تجد حلا". وزاد المتحدث يأن "الاعتقال ليس حلا، السجن ولا العقوبات التي ستطال المعتقلين كذلك ليس حلا"، قبل أن يضيف: "أفكر في أخي طبعا، لكن عائلات المعتقلين في عذاب والسجناء كذلك.. نعم، أنا ضد الإضراب عن الطعام؛ لكن ارحموهم، لأنهم أبرياء ولفقت لهم تهم لا أساس لها من الصحة". واختتم عماد فكري، شقيق شهيد "لقمة العيش" محسن فكري، حديثه لهسبريس بتوجيهه رسالة إلى الدولة مفادها أن ترجع إلى صوابها، وإلى الأحزاب السياسية وإلى جمعيات المجتمع المدني، التي تراعي مصالحها الشخصية فقط، مبرزا أن "هموم الشعب لا بد أن تترجم في البرلمان، وما يخلق الأزمات هي الأحزاب التي لا تمثل الشعب"، وفق تعبيره.