خاض تلاميذ معهد أبي العباس السبتي الخاص بالمكفوفين بمراكش، الثلاثاء، وقفة احتجاجية مصحوبة بمقاطعة للدراسة للمطالبة بتدارك الخصاص في مجموعة من المواد الدراسية، منها الرياضيات والفرنسية والانجليزية، وتنديدا بالنقص الحاد في الأطر الادارية، واحتجاجا على غياب الأمن بالمؤسسة. المشاركون في الشكل الاحتجاجي الذي نظم أمام المعهد، طالبوا أيضا بتحسين شروط الإقامة بالقسم الداخلي، عبر توفير أطر مرافقة وإداريين، وتجويد الخدمات لتتماشى وحاجيات هذه الفئة. ومباشرة بعد هذه الوقفة، حضر سالم المسعودي، المدير الإقليمي للتربية والتكوين بمراكش، وعقد لقاء مع المحتجين، واستمع إلى مطالبهم، وعلى رأسها رفض استمرار المدير الحالي، وفق إفادة عبد اللطيف الكيحل، أحد أطر المؤسسة نفسها. وأورد الإطار نفسه أن الأطر التربوية متشبثة هي الأخرى باستبدال المدير الحالي لمعهد أبي العباس السبتي الخاص بالمكفوفين بمراكش بمدير آخر، "نظرا لكثرة المشاكل التي تتخبط فيها المؤسسة مع بداية كل موسم دراسي، مثل الارتجالية في التدبير بالقسمين الخارجي والداخلي"، بتعبير الكيحل. ودخلت الجمعية المغربية لحقوق الانسان فرع المنارة مراكش على خط هذه القضية، معبرة عن تضامنها ومساندتها لتلاميذ معهد أبي العباس السبتي الخاص بالمكفوفين، باعتبارهم فئة تحتاج بشكل خاص إلى العناية والاهتمام، مشيرة إلى أن ما يعانيه التلاميذ ناتج بالأساس عن كثرة المتدخلين بالمعهد وغياب استراتيجية وخطة واضحة لتأهيل المعهد ورعاية تلامذته. وطالبت هذه الهيئة الحقوقية، في بلاغ توصلت به هسبريس، بتوفير الموارد البشرية من أساتذة وإداريين لضمان تكافؤ الفرص وإعمال الحق في التعليم، داعية الجهات المتدخلة إلى مراعاة المصلحة الفضلى لهذه الفئة من المعاقين وتمتيعها بأقصى درجات الرعاية الاجتماعية، والتمكين المعرفي والتأهيل التعليمي، وضرورة تحسين شروط الإقامة بالقسم الداخلي، واعتماد مقاربة اجتماعية تتحمل فيها الدولة المسؤولية بعيدا عن المقاربة الاحسانية. كما طالبت الجمعية عينها بحل مشاكل الأشخاص في وضعية إعاقة، والحفاظ على حقوقهم وضمانها، كالتعليم والأمن والأمان وصيانة كرامتهم، وتمنت أن "تكون زيارة مسؤول التربية والتكوين منتجة، وليست للاستهلاك والبروباغاندا، كما حدث أمس الاثنين بمدرسة 20 غشت بتسلطانت"، على حد قول البلاغ عينه.