جرت، مساء الجمعة 13 أكتوبر الجاري، مراسيم توقيع اتفاقيات الشراكة والتعاون اللامركزي بين مجلس جهة الشرق وأربع جهات إفريقية؛ وذلك في إطار تفعيل السياسة الوطنية الرامية إلى دعم آليات التعاون الدولي اللامركزي، وتماشيا مع التوجهات الملكية الهادفة إلى بلورة سياسة شاملة ومتجددة تخص علاقات التعاون جنوب – جنوب. وقام عبد النبي بعيوي، رئيس مجلس جهة الشرق، بتوقيع اتفاقيات الشراكة مع كل من رئيس جهة "كاولاك" – السنغال، ورئيس جهة "كايس"- مالي، في حين تم تأجيل توقيع الاتفاقية مع جهة "ناوا" – ساحل العاج لغياب رئيسها إلى غاية حضوره لاحقا. وفي كلمة له بالمناسبة، ثمن عبد النبي بعيوي، رئيس جهة الشرق، المبادرات الملكية السامية التي مكنت من تعزيز موقع المغرب دبلوماسيا على الصعيد الإفريقي، خاصة بعد الزيارات الميمونة لجلالته إلى عدد من الدول الإفريقية، والتي أبرزت دور المغرب كبلد رائد على مستوى القارة السمراء، كما عكست نجاعة سياسة الانفتاح التي ينهجها المغرب في إطار علاقات التعاون جنوب - جنوب. وقال عبد النبي بعيوي: "ايمانا منا بأهمية الشراكة والتعاون باعتبارها رافعة أساسية لتنمية المجالات الترابية وقيمة مضافة لتطوير وتعزيز قدراتها، وفي الاتجاه ذاته، واعتمادا على الأسلوب الحديث المتناغم مع الأهداف العامة للجهوية المتقدمة ببلادنا، نلتئم اليوم في هذا اللقاء الذي يعد محطة مهمة نرسم من خلالها ملامح خارطة طريق جماعية تشكل مدخلا رئيسيا لمعالجة مختلف قضايا التنمية الترابية". وعبر بعيوي عن شكره لوالي جهة الشرق، وعن اعتزازه بعلاقات الصداقة المغربية الإفريقية، معربا عن عزم مجلس جهة الشرق على مواصلة جهوده في خلق أجواء مشتركة مرتكزة على التواصل ومبنية على أسس الحكامة الجيدة. وتعهد بتخصيص مجلس جهة الشرق فضاء للجهات الإفريقية الموقعة على اتفاقيات الشراكة بوحدة تثمين المنتوجات المحلية التي تشيدها الجهة بتكنوبول وجدة وفق معايير الجودة والتنافسية الوطنية والدولية، والتي تصل كلفتها المالية حوالي 195 مليون درهم. وتروم هذه الاتفاقيات، التي جرى توقيعها بمقر مجلس جهة الشرق بوجدة، بحضور معاد الجامعي، والي جهة الشرق عامل عمالة وجدة انجاد، وأعضاء مجلس الجهة، إحداث آليات ووسائل للعمل المشترك من شأنها فتح آفاق تنموية رحبة وواعدة تشمل مجموعة من الميادين؛ أهمها التعاون المؤسساتي والتنمية المحلية، التدريب الترابي، التعليم والتكوين المهني، التعليم العالي والبحث العلمي، التسويق الترابي، البيئة والتنمية المستدامة، الثقافة، الشباب والرياضة وحركية المجتمع المدني، وغيرها من المجالات التي ستشكل أرضية خصبة لنسج علاقات التعاون المستمدة قوتها من الإرادة المشتركة التي تجمع علاقات الصداقة التي تربط المغرب بالدول الإفريقية. من جهتهم، أكد رؤساء الجهات الإفريقية الموقعين على اتفاقية الشراكة مع مجلس جهة الشرق على أهمية الاتفاقيات التي تم إبرامها؛ إذ ستمكن من تبادل التجارب الناجحة في المجالات المختلفة والعمل المشترك والنهوض بالتعاون والتنمية الترابية، ملتزمين بالعمل مع مجلس جهة الشرق لتنفيذ الرؤية الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس في ما يتعلق بالتعاون جنوب - جنوب.