أجرى جان إيف لودريان، وزير أوروبا والشؤون الخارجية بجمهورية فرنسا، اليوم الاثنين بالرباط، مباحثات مع كل من رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون، ناصر بوريطة، ومحمد بوسعيد، وزير الاقتصاد والمالية. وتطرق رئيس الدبلوماسية الفرنسية مع المسؤولين المغاربة لمختلف العلاقات الثنائية التي تجمع البلدين منذ سنوات، خصوصا في مجالات تنمية المبادلات الاقتصادية، ومحاربة الإرهاب، ومكافحة التغيرات المناخية، وإدارة ملف الهجرة؛ كما قام بزيارة إلى جزء من مشروع القطار الفائق السرعة الرابط بين الدارالبيضاء وطنجة؛ وذلك في إطار الشراكة الاقتصادية التي تجمع البلدين. وقال جان إيف لودريان، في ندوة صحافية عقب لقائه بنظيره المغربي ناصر بوريطة، إن زيارته إلى المغرب كانت فرصة للوقوف على مدى جاهزية مشروع TGV ، كما أعرب عن رغبة بلاده في إطلاق مرحلة جديدة للعلاقات الثنائية وفتح آفاق واسعة للتعاون بين الرباطوباريس. وفي موضوع قضية الصحراء المغربية، شدد وزير الخارجية الفرنسي في معرض جوابه على أسئلة الصحافة على موقف بلاده الثابت منذ سنوات من مبادرة الحكم الذاتي، واعتبرها "أساس التفاوض" لحل النزاع، وأضاف أن الأمين العام للأمم المتحدة "واع بأهمية المبادرة المغربية". وبخصوص مطالب الانفصال في الجارة الإسبانية، أكد المسؤول الفرنسي أن بلاده لن تعترف بكتالونيا في حال إعلان الإقليم الإسباني استقلاله من جانب واحد، واستطرد: "باريس تحترم سيادة الدول، وتعتبر أن الأزمة الحالية التي تشهدها إسبانيا شأن داخلي؛ ولنا الثقة أن مدريد قادرة على إيجاد حل لها عن طريق الحوار". وحول ما تردد في بعض الصحف بخصوص وجود صراع مغربي فرنسي على السوق الإفريقية، خصوصا في ظل توجه المغرب الجديد بعد عودته إلى الاتحاد الإفريقي، أكد ناصر بوريطة، وزير الخارجية المغربي، أن الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكورن لديهما الرؤية نفسها تجاه القارة الإفريقية "المليئة بالفرص"؛ كما أكد الجانبان أن المدخل الأساسي لمعالجة ظاهرة الهجرة هي التنمية في المنطقة للقضاء على الفقر والهشاشة. وقالت الخارجية الفرنسية إن التعاون المغربي على مستوى التعليم "استثنائي"، إذ يحتل المغرب المرتبة الأولى من حيث الطلبة الأجانب في فرنسا بحوالي 37 ألف طالب، كما يبلغ عدد التلاميذ المغاربة الذين يتابعون دراستهم في المدارس الفرنسية ما يقرب 38 ألف تلميذ. وأشارت الوزارة ذاتها على موقعها الرسمي، تزامناً مع زيارة لودريان، إلى أن فرنسا هي أول مستثمر أجنبي في المغرب، والمورد الثاني له (4.3 مليارات أورو من الصادرات عام 2016) والزبون الثاني (4.2 مليار أورو من الواردات عام 2016). هذا، وذكر بلاغ لرئاسة الحكومة أن سعد الدين العثماني والوزير الفرنسي لأوروبا والشؤون الخارجية أشادا خلال اجتماعهما، الذي حضره سفير فرنسابالرباط، بروابط الصداقة المغربية- الفرنسية، وجددا تشبثهما بالشراكة المتميزة بين البلدين في جميع المجالات. كما أعرب الجانبان عن الرغبة المشتركة في إعطاء دينامية جديدة للعلاقات الثنائية، بمناسبة الاجتماع المغربي- الفرنسي من مستوى عال الجاري التحضير له، وخاصة في مجالات الشراكة بين المقاولات الصغرى والمتوسطة في البلدين والتكوين وتشجيع الاستثمارات، يضيف المصدر ذاته. وتطرق الجانبان من جهة أخرى، يضيف البلاغ، لفرص التعاون التي تتيحها الإستراتيجية الإفريقية للمغرب، تحت قيادة الملك محمد السادس، من خلال برامج للتعاون الثلاثي لفائدة الدول الإفريقية الصديقة. وخلص البلاغ إلى أن المباحثات تناولت أيضا مستجدات الوضع في منطقة المغرب العربي والشرق الأوسط.