يتوقع المغرب إنتاج ما يقارب 1.56 مليون طن من الزيتون في الموسم الفلاحي 2017-2018، وهو رقم اعتبرته وزارة الفلاحة قياسياً بالمقارنة مع ما تم بلوغه في السابق. وتشكل التوقعات ارتفاعاً بنسبة 47.8 بالمائة مقارنة مع الموسم الفلاحي الماضي. وحسب ما ورد في الأرقام التوقعية لوزارة الفلاحة، فإن هذا الارتفاع يخص مجموع جهات المملكة، ويتراوح بين 19 بالمائة في جهة الشرق و135 بالمائة في جهة طنجة-تطوان-الحسيمة. ويساهم قطاع زيت الزيتون في حدود 5 في المائة من الناتج الداخلي الخام الفلاحي الوطني، وتمتد مساحته المزروعة على أكثر من 879 ألف هكتار. ويتوقع أن يتم الإنتاج المرتقب على مساحة إجمالية بلغت أكثر من مليون هكتار، ومساحة إنتاجية تبلغ 879 ألف هكتار، وبمردود متوسط بلغ 1.8 أطنان في الهكتار الواحد، وبارتفاع يبلغ 50 بالمائة مقارنة بالموسم الماضي الذي سجل 1.2 طن في الهكتار. وتغطي الجهات الإنتاجية الرئيسية معظم التراب الوطني باستثناء الشريط الساحلي الأطلسي. ويعتبر "بشولين المغربي" الصنف الرئيسي المنتج بحوالي 96 في المائة من المزارع، إضافة إلى أنواع أخرى من قبيل "بيشولين لانغيدوك" و"مانزانيل" و"بيكوال" و"هوجيبلانكا" و"أربيكين"، و"أسكولانا دورا" و"فرانتويو" و"غوردال". وساهمت الأجواء المناخية في رفع التوقعات، إذ بلغ إجمالي التساقطات المطرية في الموسم الحالي على الصعيد الوطني بتاريخ 28 يوليوز الماضي 327 ميليمتراً، وهو ما يشكل انخفاضاً نسبته 15 بالمائة مقارنة مع سنة عادية، لكنه يشكل ارتفاعاً نسبته 51 بالمائة مقارنة مع الموسم الماضي إلى غاية التاريخ نفسه. وقال رشيد بنعلي، رئيس الفدرالية البيمهنية المغربية للزيتون، إن أحوال الطقس ونتائج مخطط المغرب الأخضر ساهما في رفع توقعات الإنتاج الوطني للزيتون بالنسبة للموسم الفلاحي المقبل. وأضاف بنعلي، في تصريح لهسبريس، أن الطقس خلال السنة الجارية كان مناسباً لأشجار الزيتون، على الرغم من تسجيل موجة حرارة مفرطة خلال فصل الصيف، خصوصاً رياح الشرقي، مشيراً إلى أن الإنتاج كان بالإمكان أن يصل إلى أرقام أكثر مما تم إعلانه. وأشار بنعلي إلى أن بداية الموسم الجاري عرفت تساقطات مطرية مهمة وكافية لأشجار الزيتون، وأضاف: "أما العامل الثاني فهو مخطط المغرب الأخضر الذي ساهم في زيادة المساحة المغروسة بأشجار الزيتون. والتزايد الذي سجل في هذا الصدد سيعطي نتيجته الأولى هذه السنة بعد أربع سنوات من الغرس". وأوضح بنعلي أن هذا الإنتاج المتوقع ستكون له آثار إيجابية على أسعار الزيتون وزيت الزيتون، حيث ستتراجع مقارنة مع السنة الماضية التي عرفت أسعاراً خيالية بفعل ضعف الإنتاج. كما سيمكن ارتفاع الإنتاج من تصدير كمية مهمة إلى الخارج. وأكدت وزارة الفلاحة أن الحالة الصحية لأشجار الزيتون على المستوى الوطني تبقى جيدة، بفضل نظام التناوب الذي يعد ميزة هيكلية لهذه الأشجار، وهو الأمر الذي سمح بالمساهمة في التخفيف من تأثير الإجهاد المائي سواء بالنسبة للزراعات المسقية أو الزراعات البورية. وأشارت وزارة الفلاحة إلى أن الإنتاج النهائي للزيتون سيكون رهيناً بتساقطات الأشهر الثلاثة المقبلة، التي ستكون حاسمة بخصوص التوقعات التي تم إعلانها. ويحظى هذا القطاع بدعم من طرف مخطط المغرب الأخضر من خلال 21 ألف هكتار من الشتلات الزيتونية الجديدة بين شتنبر 2016 وشتنبر 2017؛ وتدخل ثلثا هذه الشتلات في إطار مشاريع فلاحية تضامنية. وتضم الفدرالية البيمهنية المغربية للزيتون، التي تمثل سلسلة إنتاج الزيتون بالمغرب، ثلاث فدراليات؛ الأولى تمثل منتجي الزيتون، وتضم خمس جمعيات جهوية في المناطق التي تعرف إنتاجاً مهماً للزيتون، إضافة إلى فدرالية مطاحن الزيتون المرخصة لها، وفدرالية العاملين في مجال التخزين. وجرى تأسيس الفدرالية البيمهنية سنة 2009.