من بين الحوادث المتكررة داخل قاعة درس الجغرافيا أن نقف عند نصوص و وثائق تعالج ظاهرة ما أو تحمل أرقاما إحصائية عن شيء ما ,خصوصا و أن الكتاب الجديد اعتمد مؤلفوه في وضع جداوله حول المجال المغربي ’والبنيات الاجتماعية المغربية مراجع حديثة و أرقام عن أخر الإحصاءات . "" ففي الأسبوع الماضي قمنا بتحليل جدول بغية استخلاص درجة التنمية بالمغرب ضمن التصنيف العالمي فتوضح لنا ان قيمة مؤشر التنمية بالمغرب هي 0.631 أي الرتبة 124 عالميا وقبله الجزائر بقيمة 0.722 أي 103 في الترتيب العالمي و ليبيا الدكتاتور العنصري القدافي ب 0.799 ما يضعها في الرتبة 58 عالميا إلى حدود هنا فكل شيء على ما يرام و مألوف.لكن المؤسف يتجلى لما انتقلنا لملاحظة و دراسة خريطة توزيع الأسر القاطنة للصفيح"البراكة" فرغم أن الوثائق المضمنة بالكتاب تجعل التلميذ يلامس هول الأرقام ما يجعله يتحمس نسبيا لمواصلة دراسة الظاهرة التي من بين محاورها الأسباب فكما نعلم جميعا في المغرب كل المشاكل يعتبر الشعب المسؤول عنها او ما تعبر عنه الدولة بالمشاكل الاجتماعية و الفقر و "الأمية" في حين يغفل الكتاب المدرسي المشاكل الأخرى و علاقتها بالموضوع..و يعوض عن دلك بالبرامج التي اتخذتها الدولة "الحبيبة" مع الحكومة"السعيدة" للحد من تلك المشاكل أو بالأحرى إعلان الحرب عليها (لا افهم لمادا في المغرب نستعمل المحاربة عوض كلمات أخرى سلمية و هو ما يؤدي إلى تأويل المصطلحات من طرف مقدم الحومة و قائد المقاطعة فيعلنون الحرب بالجرافات على ساكنة الصفيح) هده البرامج التي تعود إلى العهد الحسني أي سنوا التسعينات و الثمانينات هنا الطامة الكبرى فالأرقام تعبر كما أشرت سابقا عن أخر إحصاء أو أخر"أرقام الحليمي " سنة 2004 و الحلول المقترحة في الكتاب المدرسي تعود إلى سنوات قبل دلك بكثير. لما بدا الاستاد بإملاء ملخص الدرس لكتابته على دفاترنا تحدث عن "لبرنامج الوطني للمدن بدون صفيح سنة 2007 " التي من ضمنها مدينة اكادير بأكثر من 25600 أسرة قاطنة في الصفيح حسب الكتاب المدرسي ,استوقفت استادي المتفائل بالمستقبل(لان ابنه يتابع دراسته بمدرسة خاصة) و قلت له "استاد إننا على بعد شهر من نهاية سنة 2007 و لكن الصفيح لا زال يغزو ضواحي اكادير " –(تعمدت استوقاف الاستاد و طرح السؤال لأنه سبق لي أن قرأت في عدد الأسبوع مقالا بجريدة الأفق الجديد يصف الغضبة الأخيرة لعاهل البلاد بمطار بنسركاو على مسؤولي اكادير الدين جاؤوا لتوديعه هده الغضبة التي كانت بخصوص الصفيح المنشر باكادير رغم أننا في أواخر سنة 2007 و ننتظر الإعلان عنها مدينة بدون صفيح)- اتعرفون بماذا أجاب الاستاد الذي يعرف أنني تلميذ يحاول دائما"الزج"به حوارات قد لا تحمد عقباها اد سبق أن صرح لأحد الأقسام الأخرى"كاين واحد التلميذ ف الفوج لاخر اللي ضربوا اضربوا على السياسية" انه أجاب كالتالي"الواقع شيء و الكتاب المدرسي شيء آخر" "رباه لقد انتصرت على استادي المتهرب "قلت في سريرة نفسي لان جوابه يفتح أمامي مجالا تتناسل فيه الأسئلة الواحدة تلوى الأخرى .منها بالطبع -ما الجدوى من مدرسة تعلمني ما هو مزيف ؟ - لمادا ضمن الكتاب معلومات اديولوجية عن الواقع’؟ - لمادا لا زالت المدرسة تكرس الوعي الاديولوجي بالوطن؟ إن الكثير منا يتساءل و يبحث عن أسباب تردي الوضع التعليمي المغربي و اعتباره قطاعا غير منتج و بالموازاة يتساءل عن الإرهاب و الهجرة و غيرها من الأسئلة الكثيرة التي نبررها دائما بالأوضاع الاجتماعية و الفقر و الحاجة وتشغيل الأطفال وموت أطفال انفكو و..و.. و لكننا نتحاشى بالمقابل الحديث عن الظروف السياسية و العوامل النفسية و تسلط المخزن و تمييزه العنصري لما خان 90 في المائة من المواطنين و تركيز السلطة في يد المورسكيين "الرجال الوطنيين" للاغتناء الفاحش و محاسبة سارق الدجاجة و عدم محاسبة سارق البنك وإرسال مليار اورو للبنان و فلسطين في مقابل الصمت على كارثة انفكو لان إخواننا في حماس و فتح عرب عاربة و مواطني انفكو امازيغ من بني مازغ ... إنني اتفق مع استادي في القول "الواقع شيء و الكتاب المدرسي شيء آخر" فإلى أي حد يوافقنا القراء نفس الرأي؟؟؟؟؟؟؟ [email protected] http://mkheyi.c.la