تناولت الصحف الصادرة اليوم الثلاثاء ببلدان أوروبا الغربية تداعيات التحدي الانفصالي في كاتالونيا، وعملية إطلاق النار بلاس فيغاس، بالإضافة إلى عدد من المواضيع الوطنية المتفرقة. ففي إسبانيا، واصلت الصحف اهتمامها بالتحدي الانفصالي الكاتالاني بعد الاستفتاء المنظم أول أمس الأحد. وأشارت (إل باييس) إلى النقاش الذي يقوده رئيس الحكومة ماريانو راخوي مع رؤساء الأحزاب السياسية الكبرى في إسبانيا من أجل البحث عن رد على هذا التحدي، مضيفة أن راخوي ورئيس الحزب الاشتراكي العمالي لم يتوصلا إلى اتفاق على رد مشترك. واعتبرت (إل موندو) من جانبها أن راخوي " يواصل تردده " في وقت يؤكد فيه الرئيس الكاتالاني الانفصالي عزمه المضي قدما ب " ثورته " إلى النهاية. وشددت جريدة (آ بي سي) أن قوات حفظ النظام، التي تدخلت لمنع انعقاد الاستفتاء غير الشرعي، تتعرض إلى حملة تشويه من قبل الانفصاليين الكاتالانيين الذين ينتظرون تفعيل الفقرة 155 في حين تتردد الحكومة الإسبانية في إعفاء مسؤولين الإقليم الانفصاليين. وفي بلجيكا، وتحت عنوان " كاتالونيا : أوروبا لن تتدخل "، كتبت (لوسوار) أن المفوضية الأوروبية، " التي ظلت صامتة الأحد باسم عدم التدخل، دعت " جميع الفاعلين " إلى الحوار ورفض لعب دور الحكم". من جانبها، أشارت (لاليبر بلجيك) أن تدخل المفوضية الأوروبية بخصوص أحداث العنف التي عرفتها كاتالونيا أول أمس الأحد كان عند المستوى الأدنى حيث أعلنت أن " العنف لا يمكن أن يكون آلية سياسية". واهتمت (ليكو) بإطلاق النار في لاس فيغاس والذي خلف 58 قتيل ومئات من الجرحى حيث أكدت أن " الترخيص بحمل السلاح يوجد في قلب هذه العملية الأكثر دموية في تاريخ أمريكا". وتوقعت أن النقاش حول حمل السلاح لن يعرف أي تقدم بسبب دعم الرئيس الأمريكي للوبي صناعة الأسلحة القوي (إن إر آ /الجمعية الوطنية للبندقية). وفي ذات الموضوع، كتبت صحيفة (لوفيغارو) الفرنسية تحت عنوان " مجزرة لاس فيغاس تتسبب في هلع عالمي" ان الامر يتعلق بعملية لاطلاق النار هي الاكثر دموية في الولاياتالمتحدة. وأضافت الصحيفة ان لاس فيغاس تعتبر من بين المدن الامريكية التي تعد هدفا محتملا للارهاب منذ بداية سنوات ال2000 ، مشيرة الى انه كان يفترض ان تكون الاجراءات صارمة لمنع حدوث مثل هذه المجزرة . من جهتها ذكرت صحيفة (ليبراسيون) تحت عنوان "لاس فيغاس : أسوء مجزرة في تاريخ الولاياتالمتحدة" انه في بضع دقائق استطاع مسلح قتل 58 شخصا على الاقل، واصابة ازيد من 500 اخرين بجروح، مضيفة ان ردود الفعل بشأن اعمال الرعب هذه انتشرت بسرعة على شبكات التواصل الاجتماعي. اما صحيفة (لوموند) فقالت ان الولاياتالمتحدةالامريكية هي البلد الغربي الذي يوجد فيه اعلى معدل لحيازة السلاح مشيرة الى انه مع وجود نسبة 85 قطعة سلاح ناري لكل مائة نسمة يجعل منها البلد الغربي حيث معدل القتل بالرصاص هو الاكثر ارتفاعا. وفي ألمانيا، كتبت صحيفة "فرانكفورتر الغماينه" أن اعتداء لاس فيغاس يعد أكبر مذبحة فى تاريخ الولاياتالمتحدة مشيرة الى ان الحكومة الامريكية اعتبرت أن أي نقاش حول قوانين الاسلحة سابق للاوانه فيما حذرت المتحدثة باسم البيت الابيض سارة هاكابي ساندرز من محاولات "وضع قوانين" لا يمكن أن "تمنع" هذه المآسي. وأضافت الصحيفة ان الرئيس الامريكي دونالد ترامب ادان الاعتداء ، لكنه لم يتحدث عن تشريعات الاسلحة فى الولاياتالمتحدة بشكل عام أو القوانين المتساهلة بشكل خاص فى ولاية نيفادا، في الوقت الذي جدد فيه الديمقراطيون المعارضو ن مطالبهم بسن قوانين أكثر صرامة حول الأسلحة ولكن لم يكن هناك أي دعم من معسكر الجمهوريين الحاكمين. من جانبها، ذكرت صحيفة "دي فيلت" تحت عنوان "ما الذي يجعل رجلا في سن التقاعد يقتل 59 شخصا؟ أن "الوجه الذميم للبلاد ينكشف: رجل يطلق النار على 58 شخصا. وفتح باب جديد في النقاش المتعلق بالأسلحة النارية". وأضافت أن الجميع يتساءل عن الدافع الذي يجعل شخصا في سن التقاعد يطلق مئات الطلقات في حفل على أبرياء. ومن جهة أخرى، علقت صحيفة "أوزنابروكر تسايتونغ" على استفتاء كاتالونيا، معتبرة ان محاولة الدولة المركزية منع اجراء الاستفتاء على الاستقلال كان صدمة بالنسبة لكثير من المواطنين في منطقة كاتالونيا الإسبانية الذين يعتزمون اليوم الخروج الى الشوارع احتجاجا على تدخل الشرطة، متسائلة هل ستكون المظاهرات سلمية هذه المرة ؟ وترى الصحيفة ان الكثير من مواطني المنطقة القوية اقتصاديا يعتقدون أن عليهم أن يقدموا الكثير من الاموال للحكومة المركزية، وأن كاتالونيا مستقلة أفضل في أوروبا، مؤكدة على أن هناك حاجة إلى مزيد من المفاوضات لحل النزاع بين برشلونة والحكومة المركزية. وركزت الصحف السويسرية على عملية اطلاق النار في لاس فيغاس، اذ تساءلت صحيفة "لا تربون دي جنيف" عن رد الفعل الاول للبيت الابيض "الذي لم يجد الكلمات لطمأنة المواطنين ومنحهم افاقا مستقبلية مختلفة". وأضافت ان "الرئيس الامريكي الذي يسارع الى ادانة الارهاب عندما يكون اسلامويا، لم يتحدث عن الرعب الذي بثه رجل يبلغ من العمر 64 يعيش في نيفادا". وقالت صحيفة "فانت كاتر اور" ان معسكر الجمهوريين في الكونغرس اعرب عن تأثره بالاعتداء "غير المفهوم والمرعب" دون ان يشير الى الولوج الى الاسلحة الاتوماتيكية التي تعتير قانونية في نيفادا. واعتبرت صحيفة من جانبها بان هذه العملية تعيد الى الواجهة النقاش حول حمل السلاح مذكرة بان الديمقراطيين على راسهم هيلاري كلينتون، يطالبون بسن قوانين صارمة. وفي البرتغال، اهتمت الصحف بنتائج الانتخابات البلدية في الفاتح من أكتوبر والتي عرفت فوز الحزب الاشتراكي، وهزيمة كبيرة للحزب الاجتماعي الديمقراطي. وكتبت (بوبليكو) أنه وعلى إثر الهزيمة التاريخية للحزب الاجتماعي الديمقراطي، أصبح رئيسه باسوس كويليو تحت الضغط من أجل تقديم استقالته، مشيرة إلى اتجاه الأنظار إلى العمدة السابق لبورتو روي ريو لقيادة الحزب. وسلطت (جورنال دي نوتيسياس) الضوء على تصريحات الرئيس والزعيم البرلماني للحزب الاشتراكي مارلوس سيزار الذي أكد على أن نتائج الانتخابات البلدية تعزز التحالف الحكومي الحالي، ولن تؤثر على المفاوضات بشأن الميزانية. واعتبرت (دياريو دي نوتيسياس) أن نتائج الانتخابات البلدية وخاصة خسارة بلديات كانت تحت يد الحزب الشيوعي لصالح الحزب الاشتراكي لن تؤثر على توازن قوى الأغلبية البرلمانية لليسار، مضيفة أن بعض الشيوعيين يوافقون على إمكانية التوصل إلى توافقات في البلديات حيث لم يحصل لا الحزب الاشتراكي ولا الحزب الشيوعي على الأغلبية. وفي بريطانيا، تناولت صحيفة الغارديان اعادة 110 الف مسافر في الخارج بعد أن أوقفت شركة الطيران البريطانية وشركة الاسفار "مونارك" انشطتها، تاركة زبناءها بدون رحلات اياب. ويتعلق الامر باكبر عملية تنظمها الهيئة البريطانية للطيران المدني التي نظمت عودة المسافرين بطلب من الحكومة. وحسب صحيفة "فاينانشل تايمز" فان السلطات البريطانية ستقوم بتعبئة 30 طائرة باتجاه 30 مطارا لمواجهة هذ الوضع غير المسبوق دون أي زيادة في الكلفة بالنسبة للمسافرين الذين عليهم في بعض الحالات التسلح بالصبر. وتطرقت صحيفة "اندبندت" الى الهجوم بسيارة مخففة الذي استهدف مفوضية الشرطة بدمشق والتي خلفت مقتل ما لا يقل عن 11 شخصا وسط المدنيين والشرطة. وكتبت الصحيفة ان العاصمة السورية ، المعقل الرئيسي لنظام بشار الاسد شهدت العديد من الاعتدائات الدامية منذ اندلاع الحرب سنة 2011، لكنها ظلت بمنأى عن المعارك.