على بعد 30 كيلومترا عن مدينة وزان، على الطريق الوطنية رقم 13، توجد جماعة عين الدفالي، دائرة تلال الغرب، ويبلغ عدد سكانها 24241 نسمة، وفق آخر إحصاء للسكان والسكنى سنة 2014، موزعين على 60 دوارا على مساحة إجمالية تقدر ب234 كيلومتر مربع. مركز عين الدفالي تابع للنفوذ الترابي والإداري لإقليم سيدي قاسم. وتشتهر المنطقة بنبتة "الدفلة". وإذا كان المثل الشعبي يتغنى بجمال "نوار النبتة" وظلالها، فإن مركز عين الدفالي يعاني عدّة مشاكل في البنية التحتية والخدماتية المرتبطة بأهم الشروط الضرورية للعيش الكريم، وهو ما يؤثر على سيرورة الحياة بالمنطقة، خاصة ما يرتبط بأوضاع القطاع الصحي والبيئي والخدماتي بصفة عامة. ويشكل السكن العشوائي نقطة سوداء بمركز عين الدفالي أو "دوار الجديد"، بالرغم من قيام السلطات بإحصاء السكان قبل 12 سنة، على أساس إيجاد حل لقاطني دور الصفيح، إلا أن الجماعة تعلل سبب عدم معالجة الظاهرة بكون العقار محل نزاع بين داور بني سنانة ودوار العميرات. تاج الدين الرحماني، وهو فاعل جمعوي من أبناء المنطقة، أوضح أن "من بين أهم المشاكل التي تقلق راحة السكان، طيلة السنة، غياب علامات التشوير عن مدخل الجماعة، في التقاطع الطرقي للطريق الوطنية رقم 13 والطريق الإقليمية رقم 4516 في اتجاه أحد كورت، مما يسبب العديد من الحوادث المميتة، بالإضافة إلى غياب المطبات الإسمنتية (دودان) بمدخل الجماعة وبالقرب من المدارس والمؤسسات التعليمية". وأضاف الرحماني أن هناك جريمة بيئية ترتكب بواد أرضات بسبب مخلفات معاصر الزيتون والمياه العادمة التي تصب فيه على مستوى قنطرة الواد، والتي تؤثر على الثروة السمكية، وعلى جودة المياه، التي تستعمل في شرب المواشي وسقي الحقول، دون إغفال الروائح الكريهة المنبعثة من مصب شبكات التطهير. وأكد المتحدث ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن سكان عين الدفالي يعانون غياب الإنارة العمومية عن المركز، وعدم استفادة بعض المساكن من الشبكة الكهربائية بدواوير الجماعة. كما يشتكي السكان، حسب الرحماني، من ضعف التوتر الكهربائي بالجماعة، الشيء الذي ينعكس سلبا على الاشتغال العادي للأجهزة الكهربائية وإتلافها في أحيان أخرى. وأضاف الفاعل الحقوقي أن "غياب نقط استخلاص فواتير الكهرباء يدفع المواطنين الى التنقل نحو مدينة جرف الملحة لتسديدها، مما يشكل عبئا ماديا إضافيا"، مشيرا إلى غياب المراقبة الدورية عن عدادات الاستهلاك، مما يرفع وتيرة الاستهلاك إلى الشطر الثاني أو الثالث، وبالتالي ارتفاع قيمة الفاتورة، على حد قوله. أما بخصوص القطاع الصحي، فرصد المتحدث نفسه ظهور تصدعات بالبناية الصحية، مشيرا إلى غياب التجهيزات الطبية وعدم وجود طبيبة مختصة في أمراض النساء والولادة، بالرغم من حرص الأطر الصحية، العاملة حاليا بالمرفق العمومي، على الانفتاح على أكبر شريحة ممن يعانون مشاكل صحية. وأضاف الناشط أن كل هذه المعيقات والعراقيل تجعل رحلة البحث عن العلاج تطول كلما تعلق الأمر بالولادة أو علاج "داء الكلب" بحكم غياب المصل عن مصلحة حفظ الصحة الجماعية. ويعاني شباب عين الدفالي مشكل البطالة، إذ يبلغ معدلها 71 بالمائة، خاصة في صفوف حاملي الشواهد الجامعية، ففرص الشغل بالمنطقة موسمية، ومحدودة ومرتبطة بالظروف المناخية، يقول الرحماني، قبل أن يضيف أن ذلك يؤدي إلى الهجرة للبحث عن ظروف عيش أفضل، وهو ما يحرم الجماعة من الاستفادة من طاقة أبنائها، يقول الرحماني. وحرصا منها على الاستماع إلى مسؤولي المنطقة، ربطت هسبريس الاتصال بالمهدي السعدي، رئيس مجلس جماعة عين الدفالي، عن حزب "الحصان"، لمعرفة رأيه بخصوص ما يعانيه السكان، غير أن رده افتقد اللياقة، حيث قال: "بغيتي تجي للبيرو مرحبا، ما بغيتيش الله يعاون"، وأقفل الخط.