رغم أن حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، المنتهية ولايته، تلا بالحرف عرضا لقيادة الحزب التي يهيمن عليها تيار خصمه نزار بركة، وذلك في افتتاح أشغال مؤتمر "حزب الميزان"، اليوم الجمعة، فإن ذلك لم يمنعه من تمرير بعض الرسائل لخصومه الداخليين، وكذا بعض من أصبح يعتبرهم خصوما خارجيين. وكانت أولى رسائل الأمين العام المنتهية ولايته موجهة إلى منافسه نزار بركة، الذي وصفه ب"مرشح المخزن"، قائلا إن "من العيب أن تطالب الأحزاب الدولة بالديمقراطية وهي عاجزة عن القيام بها داخليا"، مشددا على ضرورة إعادة الاعتبار للقرار الحزبي واستقلالية القرار داخل التنظيمات السياسية المغربية. التقرير الذي أصر شباط على أنه باسم قيادة الحزب في أكثر من مرة، لم يتضمن الإشارة إلى مواقف الحزب من الأزمة الداخلية التي عصفت به مؤخرا، بالإضافة إلى تقييم الحزب لما بعد انسحابه من الحكومة باعتباره القرار الأكثر إثارة للجدل، والذي اتخذه شباط مع القيادة الحالية للاستقلال. وبرر شباط عدم الحديث عن الانسحاب من الحكومة بالقول: "تجاوزت الحديث عن موضوع الانسحاب من الحكومة احتراما للأخ المناضل رئيس الحكومة السابق، عبد الإله بنكيران، الذي كان حاضرا في الجلسة الافتتاحية"، مضيفا: "مرد ذلك إلى العلاقة الطيبة التي تجمع بين حزبين، وكذا المرجعية..لذلك تلافيت الحديث عن هذا الموضوع إلى ما بعد مؤتمر حزب العدالة والتنمية". وحول تقييم الوضع، الذي كان عرضيا في عرض شباط، أورد الأمين العام ل"حزب الميزان": "تعرض الحزب خلال الانتخابات الجماعية لسنة 2015 لهجمة غير مسبوقة؛ كما تعرض لمحاولة زعزعة استقراره من طرف الحزب الأغلبي الممثل في وزارتنا (الداخلية) سامحها الله". "بعد الانتخابات التشريعية عشنا مرحلة خطيرة في المغرب، لكن حزب الاستقلال عبر عن موقفه الصريح، وذلك عن طريق مجلسه الوطني، حيث قرر الاستقلاليون بدون تحفظ المشاركة في الحكومة بعد تعيين الأستاذ عبد الإله بنكيران"، يقول شباط، الذي أكد أن "ما حدث كان مؤلما، وهو موضوع ستتم مناقشته داخل أجهزة الحزب"، وزاد مستدركا: "لكننا سنظل في الخط، وهو الدفاع عن القرار السياسي واستقلاليته". شباط، الذي لقي في بعض الأحيان تصفيقات من القاعة، وخصوصا عند حديثه عن استقلال القرار الحزبي، أنهى كلمته التي لم تكن مطولة بالقول: "باركا من التلكومند، لأنه لا يمكن أن نعيش بدون كرامة"، مضيفا: "إذا كانت "الحكرة" على قيادات الأحزاب فكيف سيعيش المواطن المغربي. وأقول للذين يحملون التلكومند الله يهديهم".