سفر في الزمان والمكان عبر قصة حب من الماضي بين مولانا جلال الدين الرومي والدرويش شمس الحق التبريزي، في "قواعد العشق الأربعون"، بعد أن هاجرت النص الأدبي نحو ركح المسارح، بتخليدها أزيد من مائة عرض مسرحي. تلك الرواية للمؤلفة التركية "إليف شافاق"، التي حققت انتشارا واسعا على مستوى العالم وتمت ترجمتاها إلى لغات عدة، كانت المحرك للمخرج المسرحي عادل حسّان ليستوحي منها نصا مسرحيا بالعنوان نفسه "قواعد العشق الأربعون" احتفاء بالحب والصدق. وفي الوقت الذي تتوازى فيه قصة حب من الماضي بين جلال الدين الرومي والدرويش شمس، وأخرى من الحب المعاصر بين إيلا، المرأة التقليدية، وعزيز، المصور البدوي، في الرواية، قرر المخرج المصري حسّان الاستغناء عن الزمن الحاضر في الرواية، وتحديدا قصة "عزيز وإيلا"، ليقدم عملا مسرحيا يحتفي بالصوفية والتصوف، ويتشبع بأشعار المتصوفة الكبار ابن الفارض، ومحي الدين العربي، والسهروردي، والإمام سعيد بن أحمد بن سعيد، وجلال الدين الرومي. حازم الكفراوي، المخرج المنفذ للمسرحية، قال في تصريح لهسبريس: "التحضير لنص المسرحية تطلب سنة كاملة ممن البحث بالاعتماد على مصادر عدة تتعلق بحياة شمس الحق التبريزي وجلال الدين الرومي، من بينها رواية بنت مولانا، والديوان الشعري المثنوي، إلى جانب الرواية الأصل: قواعد العشق الأربعون"، مضيفا أن "مخرج المسرحية قرر الاستغناء عن الجزء المعاصر من الرواية واستبداله بالجمهور الذي يعد جزءا لا يتجزأ من العرض". وفي تعليقه على إمكانية فقدان النص لحمولته الأدبية على ركح المسرح، قال المخرج المنفذ: "لا يمكنني أن أنكر أن هذا الهاجس رافق طاقم الفريق خلال التحضير للعمل، خاصة أن الجمهور يأتي لمشاهدة العرض بالحمولة الفكرية والأدبية والخيالية للرواية، وإلى أي حد سننجح من خلال التقنيات البصرية في تنزيل القيمة الفنية للرواية على ركح المسرح، لكن الإقبال على مائة عرض يؤكد بالملموس مدى نجاحه على خشبة المسرح". من جهة ثانية، كشف الكفراوي أن المسرحية توجت موسمها الرابع بتقديم أزيد من مائة عرض في المدن المصرية، وأضاف: "حان الوقت لتهاجر (قواعد العشق الأربعون) نحو العديد من الدول العربية والعالمية، وتحقق الانتشار الذي تستحقه بقدر نجاح الرواية"، مشيرا إلى أن فريق العمل سيتقدم بطلب تقديم المسرحية في العديد من الدول العربية، من بينها المغرب. ووظف عادل حسّان، ومعه فريق عمله، الديكور لمصطفى حامد والموسيقى والألحان للدكتور محمد حسني بما يخدم طبيعة النص، وتم تقسيم الديكور ما بين منزل جلال الدين الرومي والشيخ الأعظم، فيما شارك في تجسيد شخصيات "قواعد العشق الأربعون" كل من بهاء ثروت وعزت الزين وفوزية وأميرة أبو زيد والمنشد سمير عزمي، وغيرهم من الممثلين الشباب.