يخوض أطباء القطاع العام، غداً الخميس في مختلف مستشفيات المملكة، إضراباً عن العمل للضغط على الحسين الوردي، وزير الصحة، للاستجابة لملفهم المطلبي. ورغم الاجتماع الذي عقده وزير الصحة أمس الثلاثاء مع ممثلي النقابات العاملة بالقطاع، إلا أن مفاوضاته فشلت في إقناع أصحاب البذلة البيضاء بالعدول على خطوتهم الاحتجاجية. وقال منتظر العلوي عبد الله، الكاتب الوطني للنقابة المستقلة لأطباء القطاع العام، إن "ممثلي قطاع الصحة عبّروا عن حالة الاحتقان والغليان التي يعيشها المشهد الطبي من سياسة التسويف والوعود التي ما فتئت تنهجها الوزارة في التعاطي مع ملف الأطباء". ويتمثل الملف المطلبي الأساسي لأطباء المغرب في توفير الظروف الملائمة لاستقبال المواطن المغربي، وتحسين ظُروف العمل والوضعية المادية للأطباء والصيادلة وجراحي الأسنان، من خلال تحقيق المعادلة، وتخويل الرقم الاستدلالي 509 بكامل تعويضاته، وإضافة درجتين بعد درجة خارج الإطار. وأوضح الدكتور العلوي لهسبريس أن النقابة لا تطالب بالزيادة في الأجور، بل فقط بالمساواة مع باقي موظفي المغرب المرتبين في السلم 11، وقال: "غير معقول أن من درس خمس سنوات بعد الباك يتساوى معنا نحن الذين درسنا ثماني سنوات.. خصنا نخدمو 12 سنة عاد نتساواو معهم". وبخصوص الوعود التي قدمها الوردي للنقابة، اعتبرها المتحدث ذاته مجرد "كلام فارغ، وتفتقد لجدولة زمنية محددة لتحقيق مطالبنا"، مشيرا إلى أن "ساعة الطبيب المغربي بجميع فئاته قد دقت من أجل الانتفاضة على هذا الوضع"، بتعبيره. وعن حساسية الإضراب في المستشفيات العمومية وما يمكن أن تخلفه هذه الخطوة الاحتجاجية، قال العلوي: "نظرا لخصوصية الوضع سيتم استثناء المصالح الحيوية من أقسام الإنعاش والمستعجلات، ولكننا مضطرون للقيام بذلك للضغط على الحكومة، ونحن نطلب من المواطنين أن يتفهموا هذا الأمر". وأشار المتحدث إلى أن الطبيب العمومي يقوم ب"تضحيات جسام رغم الظروف السيئة للاشتغال"، لافتا إلى أنه في مرات عديدة يجد نفسه مضطرا للتبرع بالدم للمريض الذي يكشف عنه بسبب الأزمة الخطيرة في مشتقات الدم على الصعيد الوطني. من جهة ثانية، قال مصدر نقابي آخر حضر الاجتماع، إن وزير الصحة اقترح أن تشكل المطالب الأساسية للأطباء مضمون الملف المطلبي الذي سيقدمه لرئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، ووعد بأن يدافع عنه من أجل تحقيقه لأنه يتفهم أغلب نقطه لكن الموارد المالية للوزارة تحول دون تحقيقها. ومن المرتقب أن يخوض الأطباء أيضاً وقفة احتجاجية وطنية أمام وزارة الصحة يوم 16 أكتوبر المقبل، في أفق الدخول في خطوات نضالية تصعيدية سيتم الإعلان عنها قريباً.