دخلت قضية إضراب معتقلي حراك الريف عن الطعام إلى ديوان رئاسة الحكومة، بعدما أقدمت آمنة ماء العينين، النائبة البرلمانية عن فريق العدالة والتنمية، على توجيه سؤال كتابي إلى سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، تنبه فيه إلى ما وصفته ب"التداعيات السلبية لهذا الإضراب عن الطعام داخليا وخارجيا". سؤال كتابي وبالرغم من النفي المتكرر لمندوبية السجون وإعادة الإدماج لدخول معتقلي الحراك في معركة "الأمعاء الخاوية"، خاصة على مستوى سجن "عكاشة" بالدار البيضاء، فإن نائبة ال"بيجيدي" أشارت إلى أن "العديد من أفراد أسر معتقلي ما يعرف بحراك الريف والعديد من محاميهم صرحوا بإضرابهم عن الطعام داخل السجون.. بل وصل الأمر إلى توقف بعضهم عن تناول الماء والسكر مما صار يشكل خطرا على حياتهم". نص السؤال الكتابي، الذي تتوفر هسبريس على نسخة منه، ساءل العثماني "عن المبادرات التي قامت بها حكومتكم أو المبادرات التي يمكن أن تكون طرفا فيها لإيجاد حل للمشكل، الذي صار مأزقا يكلف المغرب داخليا وخارجيا"، مشددة على أن هذا الاحتجاج "بالنظر إلى ما يشكله ذلك من خطر على حياتهم" فإن له "تداعيات سلبية داخليا وخارجيا". احتجاج وتأكيد في سياق ذلك، علمت هسبريس بأن نشطاء مغاربة من الداعمين لحراك الريف يستعدون للاحتجاج يوم الأربعاء أمام السجن المحلي عين السبع 1 "عكاشة" بالدار البيضاء، تضامنا مع عدد من معتقلي الحراك ممن أعلنوا عبر عائلاتهم الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام للمطالبة بإطلاق سراحهم. معطى دخول "رفاق الزفزافي" في إضراب عن الطعام أكدته عائلات عدد منهم، وفق ما نقله بلاغ صادر عن "لجنة عائلات معتقلي الحراك الشعبي بالريف"، التي قالت إن "الوضعية الكارثية.. تدفع بأبنائنا إلى خوض إضرابات عن الطعام استشهادية، وقد سبق أن تطرقنا في بيانات وبلاغات سابقة إلى إضراب مجموعة منهم، كما أننا نضع كافة المؤسسات الرسمية المعنية بالموضوع أمام مسؤولياتها التاريخية تجاه المعتقلين". المندوبية تنفي مجددا المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج لجأت، أكثر من مرة، إلى تكذيب هذه الإضرابات، التي تصفها في الغالب بأنها "ادعاءات يتم الترويج لها على أنها حقائق ثابتة"، كما هو الحال بالنسبة إلى آخر بلاغ لها صادر يوم الخميس الماضي. وقالت المندوبية: "لقد سبق لإدارة هذه المؤسسة (سجن عكاشة)، في إطار توجهها القائم على الوضوح في نقل الوقائع، أن توجهت بمجموعة بلاغات وتوضيحات بخصوص المزاعم حول دخول هؤلاء السجناء في إضراب عن الطعام". وتابعت المندوبية، عبر بلاغ صادر عن السجن المحلي عين السبع 1، قولا إن "النزلاء المعنيين بالأمر يتناولون وجباتهم الغذائية بانتظام ويقومون بتسلم المؤونة (القفة) من عائلاتهم خلال الزيارات الأسبوعية"، مضيفة أنها "تستنكر لجوء الجهات المذكورة إلى ترويج هذه المغالطات والادعاءات، مؤكدة أنها ستظل حريصة على معاملة كافة النزلاء وفقا لما ينص عليه القانون"، على أن تلك الجهات تتعلق وفقها ب"عائلات المعتقلين وبعض المحامين وبعض ممن يدعون العمل الحقوقي". العلمي: الإضراب عن الطعام حقيقي العلمي الحروني، منسق اللجنة الوطنية لدعم حراك الريف ومطالبه العادلة، قال لهسبريس، تعقيبا على النفي المتكرر لمندوبية السجون حول دخول عدد من معتقلي حراك الريف في إضراب عن الطعام بالقول: "لا يهمنا ما تقوله إدارة سجن عكاشة؛ بل إن يهمنا هو وضعية السجناء المضربين الذين يجب إطلاق سراحهم ووضع حد لهذه الأزمة، عبر الحوار العلني مع قادة الحراك وتلبية مطالبهم". الناشط الحقوقي أكد احتجاج "رفاق الزفزافي" داخل السجن بالقول: "لا يمكنني أن أكذب أمثال الزفزافي وجلول واحمجيق والحنودي وعائلاتهم التي تؤكد على دخولهم في إضراب عن الطعام، ولا أخفيك أن حياة جلول في خطر بسبب هذا الإضراب"، مشيرا إلى لجوء هؤلاء المعتقلين إلى معركة "الأمعاء الفارغة" يأتي "ردا على الإهانة التي يتعرضون لها داخل السجون ومحاكمة بعضهم وتوزيع أحكام قاسية بلغت 20 سنة سجنا".