دعت وداد بنموسي، مديرة مركز أحمد بوكماخ الثقافي بطنجة، إلى أن يعاد للمقرر المدرسي "اقرأ" اعتباره، من خلال اعتماده كمادة بيداغوجية سليمة أثبتت جدواها وقيمتها جيلا بعد جيل، مشددة على أن السلسلة غنية وثرية بالخيال والقيَم الجميلة، والمعاني الخلاقة، والدروس العميقة الهادفة. ووجهت الكاتبة والشاعرة المغربية مطلبها إلى محمد حصاد، وزير التربية الوطنية، قائلة: "مطلبي من وزير التعليم اليوم، أكثر من أي يوم مضى، لأجل جيل مسؤول وواع بدوره في المجتمع، وحافظ للدرس الكبير الذي يوجد بين دفتيْ اقرأ: الله يرانا". ودعت بنموسى كل من يشاطرها الرأي إلى إضافة اسمه، "عسانا نحقق جميعا هذه الخطوة في اتجاه النجاح والظفر بمقعد أمامي في قطار التقدم، بالخروج من نفق ضيق تعرفه مدرستنا المغربية"، على حد قولها. وعن الدافع إلى إطلاق هذه المبادرة في الوقت الحالي قالت المسؤولة بمركز بوكماخ: "قبل شهور، نشرتُ على جريدة هسبريس نصا "نوستاليجيا" عنونته ب"جيل أحمد بوكماخ"، وقد راقني التجاوب الكبير الذي لاقاه من قِبل المتتبعين والقراء، ومن خلال تعاليقهم بدا لي جليا الحنين القوي لذلك الزمن الفاتن الذي تعلمنا فيه على يد المربي والمعلم الأول، البيداغوجي الذي أخرج لنا رائعة: اقرأ، الكتاب المدرسي الأول الذي تتلمذنا عليه جيلا تلو جيل". واسترسلت بنموسى: "سلسلة اقرأ التي بقيت محفورة في الأذهان والنفوس من خلال بساطتها وروعة قصصها واتساع خيالها ودقة معلوماتها، ورسوماتها التي كانت تترجمُ المعاني والحَكي بسلاسة وعمق، هي التي جعلتنا نحب اللغة العربية، ونتلمس الطريق نحو خباياها ومفاتنها..هذه السلسة الغنية والمفيدة والممتعة في آن واحد". وشددت الكاتبة المغربية على أن الدافع أيضا إلى العودة إلى موضوع سلسلة "اقرأ" هو "تردي مستوى اللغة العربية في مدارسنا لعدم اعتمادها أسلوبا بيداغوجيا سليما يُحبِبها إلى أطفالنا، وهي اللغة: الأم، اللغة: الهوية، اللغة: الأصل...ما يُنتج جيلا غيرِ مستوعب لهويته وثقافته وتاريخه، لأنه سيتعرف على كل هذا من خلال لغة أخرى هي الفرنسية أو الإنجليزية، اللغة الثانية والثالثة المقررة في تعليمنا، وبالتالي جيل فاقد لقيمته الحقيقية وتائه في السؤال العميق والمظلم: منْ أنا؟". وأوردت المتحدثة ذاتها: "خلال كل زيارة لتلاميذ المؤسسات التعليمية بمدينة طنجة إلى متحف أحمد بوكماخ كنت دائما أرفع كتاب اقرأ وأسألهم: هل تعرفون هذا الكتاب، فأفاجأ بجُل التلاميذ يرفعون أصابعهم للرد بنعم، وأغلبهم يحتفظون بنسخ من السلسلة في مكتبة البيت، بفضل حَكْي أمهاتهم وآبائهم عن هذا الكتاب المدرسي النادر، الذي حفظوا فيه أولى الدروس. دهشتي كبيرة حيال الأجوبة التي يقدمها الأطفال حين أسألهم عن بعض قصص السلسلة، التي من خلالها أفهم أنهم قرؤوها واستوعبوها".