قالت حكومة داكا اليوم إن حل أزمة سلطات ميانمار مع بنغلاديش بسبب هجرة أفراد أقلية الروهينغا المسلمة يجب أن يكون سياسيا وليس عسكريا. وأكد وزير الإعلام البنغلاديشي، حسن الحق إينو، أن "بنغلاديش لا تؤمن بحل عسكري، بل دبلوماسي". وكانت سلطات داكا قد احتجت الأسبوع الماضي أمام ميانمار بسبب خرقها للمجال الجوي البنغلاديشي بطائرات عمودية وأخرى دون طيار، ووصفتها بأنها حوادث "استفزازية" قد تكون لها عواقب "غير مبررة". إلا أن الوزير عاد اليوم للحديث عن الطرق السلمية، مؤكدا أن السبيل لحل الأزمة هو اتخاذ "خطوة آمنة" من أجل إقناع لاجئي الروهينغا الذين هربوا إلى بنغلاديش إلى "موطنهم الأصلي". ولا تعترف سلطات ميانمار، البلد ذو الأغلبية البوذية، بمواطنة أفراد أقلية الروهينغا المسلمة وتعتبرهم مهاجرين بنغلاديشيين، وفرضت عليهم العديد من القيود من بينها الحرمان من الحركة. وقال الوزير إينو إن "مشكلة الروهينغا عرقية وليست دينية"، وذلك بعد انتشار "تقارير غير حكومية" تفيد بمقتل أكثر من 3 آلاف من الروهينجا على يد قوات الأمن في ميانمار منذ اندلاع الأزمة شهر غشت الماضي. وأوضح إينو أيضا أن بلاده لا تزال بإمكانها اللجوء إلى خيار إغلاق حدودها مع ميانمار بشكل كامل لتجنب استمرار تدفق اللاجئين، ولكنها فضلت عدم فعل ذلك لأسباب إنسانية. يذكر أن أكثر من 400 ألف من الروهينجا تمكنوا من الفرار إلى بنجلاديش خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة عقب بدء عملية عسكرية في غربي ميانمار، حيث تتركز هذه الأقلية. وكانت الأزمة قد اندلعت في 25 من غشت الماضي، حين شنت جماعة متمردة تنتمي لأقلية الروهينغا هجوما على نقاط تابعة للشرطة والجيش بولاية راخين غربي ميانمار، ما تم الرد عليه بشن العملية العسكرية في المنطقة. وأعلنت جماعة (جيش إنقاذ الروهينغا في أراكان) قبل أيام وقف إطلاق النار للسماح بدخول المساعدات الإنسانية للمتضررين من الروهينجا في غربي ميانمار، وهي المبادرة التي رفضتها حكومة البلاد.