أحيت جمعية البحث التاريخي والاجتماعي بالقصر الكبير، وأسرة المؤرخ الراحل محمد بنخليفة، حفلا تأبينيا بمناسبة الذكرى الأربعين لوفاته، برحاب الزاوية البدوية بمدينة القصر الكبير. وحضر هذا التأبين أعضاء الجمعية وأقارب الفقيد، وثلة من أصدقائه وتلاميذه ومحبيه، وتولى تنسيق فقرات الذكرى الشريف مصطفى الطريبق، الكاتب العام للجمعية. وقد استهل الحفل بآيات بينات من الذكر الحكيم، تلاها المقرئ محمد قنديل، أحد أصدقاء المرحوم، قبل أن يلقي الشاعر الشريف مصطفى الطريبق كلمة جامعة عن حياة المرحوم. وفي السياق ذاته، جاءت كلمة المهدي المجول، نائب رئيس الجمعية، الذي تولى إلقاء كلمة باسم الجمعية، حيث ذكر الحاضرين بخصال المرحوم، قائلا: "كان المرحوم عضوا نشيطا وفعالا في هذه الجمعية، لم يتخلف قط عن اجتماعاتها، وعن تنوير أعضائها بأفكاره النيرة وقراراته الحاسمة. كان قليل الحديث كثير الإنصات، وحين تنضج الفكرة في رأسه يصدر قراره الحاسم، وسرعان ما تتم المصادقة عليه من طرف الجميع". وأضاف المجول مسترسلا في استعراض تركة الراحل الفكرية "لقد أغنى المكتبة المحلية والوطنية بما أصدرته له الجمعية من مؤلفات مثل: (القصر الكبير، أعلام أدبية علمية تاريخية)، (الشتيت والنثير في أخبار القصر الكبير)، (المغرب ومقدمة ابن خلدون أو ذيل على المقدمة)، (المستصفى من أخبار القبائل العربية بالمغرب الأقصى)، و(المجتمع القصري في المنتصف الأول للقرن العشرين)". الشعر كان له حضور في الحفل التأبيني من خلال قصائد ترثي الراحل، وتمثلت في قصيدة للشاعر عبد الرحمان الشاوش، عضو الجمعية، عنونها ب"أنا مدينته المتفجعة"، وقصيدة للشاعر الطيب المحمدي بعنوان "سنبلة المعارف"، وأخيرا قصيدة للشاعر الشريف مصطفى الطريبق، عنونها ب"محمد بنخليفة نموذج النزاهة". وفي آخر الحفل، ألقى نجل الفقيد، عبد الله بنخليفة، كلمة باسم أسرة الراحل شكر فيها الجمعية والحاضرين، قبل أن يختتم الحفل بوصلة من فن السماع والمديح برئاسة محمد قنديل، تلاها دعاء للمرحوم.