طالبت وزارة الأمن الداخلي جميع الوزارات والوكالات الحكومية الأمريكية بأن تزيل من جميع أنظمة تكنولوجيا المعلومات برنامج الحماية التابع للشركة الروسية كاسبرسكي، التي تتخذ من موسكو مقراً لها. وأمهلت إلين ديوك، القائمة بأعمال وزير الأمن الداخلي الأميركي، المكاتب الحكومية 90 يوما للبدء فورا في إزالة البرامج الروسية واستبدالها بأخرى. وأضافت ديوك، في بيان رسمي، أن الوزارة تشعر بقلق من علاقات بعض مسؤولي الشركة المذكورة مع المخابرات الروسية ووكالات حكومية أخرى، وأكدت وجود خطر الاستفادة من طرق الدخول التي توفرها منتجات كاسبرسكي والإضرار بمعلومات فيدرالية وأنظمة معلومات تؤثر مباشرة على الأمن القومي الأمريكي، من طرف الحكومة الروسية، سواء بمفردها أو بالتعاون مع كاسبرسكي. شركة كاسبرسكي تنفي في المقابل، أعربت شركة "كاسبرسكي" عن خيبة أملها من هذا القرار، مشيرة إلى أنها ستحاول إثبات أن هذه المزاعم لا أساس لها، موضحة في بيان لها أن الاتهامات تستند إلى ادعاءات كاذبة وافتراضات غير دقيقة، بما في ذلك الادعاءات المتعلقة باللوائح والسياسات الروسية التي تؤثر على الشركة ولم تقدم أي أدلة موثوقة. وأضاف البيان أن "كاسبرسكي لاب" لم يساعد أبدا أي حكومة في العالم ولن يساعدها في مجهوداتها السيبرانية أو السيبرانية الهجومية، ومن المؤسف أن تعتبر شركة خاصة مذنبة بسبب قضايا جيوسياسية. علاقة كاسبرسكي بروسيا يقع مقر كاسبرسكي لاب الرئيسي في موسكو، والشركة القابضة مسجلة في المملكة المتحدة، وتملك 31 مكتباً ممثلاً في 30 دولة، من ضمنها الولاياتالمتحدة، وتوفر منتجاتها الحمائية لأكثر من 300 مليون مستخدم. وتقدم الشركة سلسلة مختلفة من المنتجات والحلول لمجموعات مختلفة من العملاء، مع تركيز خاص على الشركات الكبيرة، والأعمال ذات الحجم الصغير والمتوسط. كاسبرسكي لاب هي إحدى أكبر الشركات الخاصة في العالم، ومن أسرع الشركات نمواً في قطاع مزودي تقنية المعلومات في العالم، وتصنف بين أفضل أربعة مزودي الحلول الأمنية للمستخدمين حول العالم، وتستمر في تطوير منتجاتها في السوق. وسبق للرئيس التنفيذي للشركة، المهندس الرياضي يوجين كاسبيرسكي، أن شارك في أحد المدارس المدعمة من طرف جهاز الاستخبارات الروسي "كاجيبي"؛ كما سبق له أن اشتغل من قبل بوزارة الدفاع الروسية حسب صحيفة ابيسي نيوز الأسترالية. الكونغرس يدخل على الخط وجهت دعوة إلى السيد كاسبرسكي للمثول أمام الكونغرس الأمريكي في 27 من الشهر الجاري من أجل الإجابة عن كل هذه الاتهامات، كما وجهت الدعوة كذلك إلى خبراء من الحكومة الأمريكية والخبراء السيبرانيين من القطاع الخاص. وأشار صاحب عملاق أنظمة الحماية المعلوماتية إلى أنه سيستغل هذه الدعوة لتقديم معلومات إضافية إلى الإدارة الأمريكية للتأكد من أن هذه المزاعم لا أساس لها من الصحة. جدير بالذكر أنه قبل شهرين ذكرت وكالة بلومبرج الأمريكية أنها اطلعت على رسائل إلكترونية بين الرئيس التنفيذي يوجين كاسبرسكي وكبار موظفي الشركة، تشير إلى مشروع سري للأمن على الإنترنت طلبه على ما يبدو أحد أجهزة المخابرات الروسية. وأشارت بلومبرج إلى أن هذه الأدوات لا تستهدف فقط الهجمات عبر الإنترنت، بل تحصل أيضا على معلومات عن القراصنة الذين يقفون وراءها، ومن ثم تنقلها إلى أجهزة المخابرات الروسية.