وضع حزب الأصالة والمعاصرة حدا للتكهنات التي كانت تشير إلى بداية "وفاته" في عدة مناطق، خاصة بعد تقديم أمينه العام، إلياس العماري، استقالته من قيادة "الجرار"، حيث عاد ليكسب الرهان في الانتخابات الجزئية التي جرت بدائرة سطات. واستطاع مرشح حزب "البام" محمد غياث، القادم من شركة "سامير لتكرير البترول" المتوقفة عن الإنتاج منذ غشت 2015، الفوز بمقعده النيابي في هذه الدائرة المعروفة ب"دائرة مرداس"، البرلماني الذي عثر عليه، مؤخرا، مقتولا أمام منزله بالدار البيضاء. وحصد غياث 24 ألف صوت، ليضع بذلك حدا لمنافسيه في هذه الدائرة الصعبة، خاصة حزب العدالة والتنمية، الذي يشغل رئاسة المجلس البلدي لابن أحمد ويتوفر على شعبية بالمنطقة إذ سبق لمرشحه الحصول على المرتبة الأولى في انتخابات 2016 بأزيد من 20 ألف صوت. وحل مرشح حزب الاستقلال، الذي كان قد فاز بهذا المقعد قبل أن يتم إلغاؤه من طرف المحكمة الدستورية، في الرتبة الثانية، بعد أن حصل على عشرة آلاف صوت، بينما حل حزب العدالة والتنمية في المرتبة الثالثة بثمانية آلاف صوت. وحسب المعطيات التي حصلت عليها جريدة هسبريس الإلكترونية، فإن مرشح "الجرار" تمكن من حرث غالبية الجماعات والدواوير، حيث اكتسح معظم بوادي "مدينة البصري"، وقد حصل بجماعة "مكارطو" لوحدها على ما يزيد عن 12 ألف صوت. وبخصوص حزب الاستقلال، فقد ركز في حملته على مدينتي سطات والبروج، اللتين مكنتاه من حصد عشرة آلاف صوت، بينما مُني "البيجيدي" بخيبة أمل كبيرة بعدما كان يراهن على الظفر بهذا المقعد النيابي، إذ دخل المعركة وهو عازم على الفوز به. وفي الوقت الذي كان أنصار محمد غياث يحتفلون بالفوز بالمقعد البرلماني، ساد استياء كبير صفوف مناضلي ومناصري ومتعاطفي حزب العدالة والتنمية، لا سيما أنهم كانوا يضعون هذا المقعد نصب أعينهم بخلاف المرات السابقة التي كان الحزب يعرف أن حظوظه فيها ضئيلة. وبفوز الأصالة والمعاصرة بهذا المقعد النيابي، يكون قد رفع عدد مقاعده إلى اثنين بهذه الدائرة بعدما كان قد فاز بالأول عبر البرلماني الهرامي. للإشارة، فقد كانت نسبة المشاركة في هذه الدائرة ضعيفة. وتأتي هذه الانتخابات الجزئية بدائرة سطات، كما هو معلوم، بعد أن أسقطت المحكمة الدستورية البرلماني عبد الله أبو فارس عن حزب الاستقلال، بسبب استعماله صورة الملك في حوار له مع جريدة حزبه خلال الانتخابات التشريعية الماضية.