نجحت الحملة التي قادها كل من المغرب وفلسطين في إقناع القادة الأفارقة بمقاطعة مؤتمر "أفريقيا-إسرائيل"، الذي كان من المقرر عقده نهاية شهر أكتوبر المقبل بالعاصمة التوغولية لومي. وحسب ما كشفته وسائل إعلام إسرائيلية فإنه جرى تأجيل أول قمة "إفريقية-إسرائيلية" بعد "الضغط العربي الذي قادته الرباط، إلى جانب السلطة الفلسطينية، على رئيس دولة توغو أفور نياسينغبي". بدورها أكدت وزارة الخارجية الإسرائيلية، في بيان لها اليوم الاثنين، أنه "تم تأجيل القمة المرتقبة إلى وقت غير محدد، وذلك بناء على طلب من الرئيس التوغولي، بعد التشاور مع الرئيس الإسرائيلي بنيامين نتنياهو". وبرر رئيس دولة توغو، التي كان من المرتقب أن تحتضن القمة المثيرة للجدل، التأجيل ب"ضمان نجاح الحدث عبر المزيد من الاستعدادات"، وكذلك بسبب "الأحداث والأزمة السياسية التي تشهدها توغو، والتي تهدد استقرار الحكم في البلاد". وكان بنيامين نتنياهو كشف، بعد زيارته قبل أيام توغو، تحضيراً لعقد القمة، أن هناك ضغوطات تواجه الرئيس التوغولي، تسعى إلى عرقلة التواجد الإسرائيلي في إفريقيا، متهماً المغرب، دون ذكره تصريحا، ب"الوقوف وراء حملة تحريضية من أجل إقناع الدول الإفريقية بقطع علاقاتها مع إسرائيل". وأشارت صحفية "جيروزاليم بوست"، نقلاً عن مصادر دبلوماسية إفريقية، إلى أن السلطة الفلسطينية تمارس ضغوطاً على أفور نياسينغبي، لإلغاء القمة، كما تعمل على حث الدول الإسلامية في إفريقيا على عدم الحضور، معتبرةً أن المشاركة تعتبر "تأييداً لإسرائيل ونكسة للنضال الفلسطيني". وكان الموقع الرسمي لقمة "أفريقيا إسرائيل" أوضح أن الهدف من هذا المؤتمر هو "توفير إطار يسمح بالتجارة ومناقشة قضايا الأمن والدبلوماسية ومد جسور التعاون بين إفريقيا وإسرائيل؛ ومن المقرر أن ينظم ما بين 23 و27 أكتوبر المقبل بلومي، بحضور ما بين 20 و30 من رؤساء الدول الإفريقية، وحوالي 150 شركة إسرائيلية". وسبق لإسرائيل أن هاجمت المغرب، على لسان مصادر دبلوماسية، معتبرة أن "موقف الرباط من القمة لا علاقة له بدعم الفلسطينيين؛ بل له دوافع اقتصادية أكثر منها سياسية". وتتحدث الصحف الإسرائيلية عن أن "المغرب يرغب في أن يصبح قوة عظمى، ويدرك أن إفريقيا سوق مهمة، ولذلك يعتبر إسرائيل كمنافس، تماماً مثلما هو الحال بالنسبة إلى الصين والهند واليابان". في المقابل، قالت وسائل إعلام فلسطينية إن إلغاء القمة الإسرائيلية الإفريقية "يعد صفعة قوية لدبلوماسية نتنياهو، التي يزعم من خلالها بأن العلاقات الدبلوماسية الخارجية لتل أبيب لا تتأثر بالصراع مع الفلسطينيين، وذلك خلافا لما كان في السابق".