دون سابق إنذار، أوقف القائمون على صفحة عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، العمل بها، دون تقديم مبررات واضحة، ما فتح باب التأويل على مصراعيه، حول ما إذا كان "زعيم المصباح" يريد الابتعاد عن الأضواء، وترك الفضاء الافتراضي هو الآخر؛ ولو إلى حين. نزار خيرون، المسؤول عن الصفحة الرسمية لرئيس الحكومة السابق، والتي كانت تتوفر على عشرات الآلاف من المتابعين، قال إن صفحة "زعيم البيجيدي" لم تغلق بشكل نهائي، مرجعا أسباب إبطال اشتغالها إلى "تعديلات تقنية تتعلق أساسا بالغرافيك". وردّا على ما إذا كانت هذه التعديلات تتطلب توقيف الصفحة أفاد خيرون، المسؤول الإعلامي في حزب العدالة والتنمية، ضمن تصريح لهسبريس، بأنه "فضل توقيفها للاشتغال على هذه التعديلات بشكل مريح"، دون أن يدلي في المقابل بتاريخ إعادة إطلاق الصفحة من جديد. سليمان العمراني، رئيس قسم الإعلام والعلاقات العامة في حزب العدالة والتنمية، قدم معطيات مناقضة لما أدلى به خيرون، قائلا في تصريح مقتضب لهسبريس: "صفحة بنكيران تم توقيفها إلى حين، ريثما نْشُوفُو الإِجرَاء دْيَالهَا"، بتعبيره. ورفض المتحدث نفسه، الذي يشغل كذلك منصب نائب الأمين العام للحزب نفسه، تقديم الأسباب الكامنة وراء هذا التوقيف المفاجئ لصفحة عبد الإله بنكيران على "فيسبوك". من جهة أخرى، استبعد أحد المتخصصين في إدارة المحتوى بمواقع التواصل الاجتماعي، رافضا كشف هويته، أن يكون السبب وراء توقيف الصفحة هو إدخال تعديلات عليها في ما يتعلق ب"الغرافيك"، مشيرا إلى أن "هذه العملية تتم بعيدا عن الصفحة، وليست مبررا ليتم حذفها أو توقيف العمل بها". وأكّد المتخصص ذاته أن "التعديلات الغرافيكية" يتم تصميمها بواسطة برامج متخصصة، خارج صفحة "فيسبوك"، ثم يتم نقلها إلى هذه الأخيرة في عملية لا تتطلب أزيد من بضع ثوان. وانتظر بنكيران حوالي ثلاث سنوات بعد تعيينه رئيسا لأول حكومة في ظل "دستور 2011" لإنشاء صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وهي التي جذبت أزيد من 30 ألف متابع في أقل من أسبوع على إنشائها. وسبق لبنكيران أن قال، في أزيد من مناسبة، إنه لا يجيد التعامل مع الوسائل التواصلية الجديدة، وعلى رأسها موقع "فيسبوك"، في إطار تحذيره من العدد الكبير للصفحات التي كانت تحمل اسمه، قبل أن يحسم هذا الجدل بإنشاء صفحته.